Skip to main content
search

أَبقاكَ رَبُّكَ في عِزٍّ وَتَأييدِ

وَفي سُرورٍ وَإِنعامٍ وَتَمهيدِ

يا قَسمَ لا تَذكُرَن عَهدَن وَتُخلِفُهُ

فَالقَلبُ يُؤلِمُهُ خَلفُ المَواعيدِ

يا مَن كَساهُ إِلَهي ثَوبَ مَكرُمَةٍ

وَمَن حَباهُ بِتَطهيرِ المَواليدِ

ما أَن تَجودَ لِلَهفانٍ بِحاجَتِهِ

وَلا تَرِقَّ لَهُ مِن طولِ تَرديدِ

يا مَن أُراقِبُ مِن عاشورَ مَوعِدَهُ

قَد أَخلَقَتني اللَيالي بَعدَ تَجديدِ

إِنّي أَرى النَفسَ لا تَحظى بِمُنيَتِها

حَتّى أُوَسَّدَ في قَبري وَمَلحودي

لا أَنتَ تُنجِزُ حاجاتي فَتُنعِشُني

وَلا تُدافِعُني دَفعاً بِتَأيِيدِ

فَأَنجِزِ الوَعدَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ فَقَد

أَمسى وَأَصبَحَ مِن هَمّي وَمَقصودي

عَجِّل بِهِ سَيِّدي وَاِمنُن عَلَيَّ بِهِ

قَبلَ الصِيامِ وَقَبلَ الفِطرِ وَالعيدِ

فَإِن فَعَلتَ وَإِلّا لَستُ أَطلُبُهُ

ما عِشتُ مِنكَ وَحَسبي بَذلُ مَجهودي

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024