Skip to main content
search

لَكَ في المَجدِ أَوَّلٌ وَأَخيرُ

وَمَساعٍ صَغيرُهُنَّ كَبيرُ

يا اِبنَ عَمِّ النَبِيِّ لازالَ لِلدُن

يا ثِمالٌ مِن راحَتَيكَ غَزيرُ

أَيُّ مَحلٍ عَرا فَكَفُّكَ غَيثٌ

أَو ظَلامٍ دَجا فَوَجهُكَ نورُ

وَمِقَتكَ القُلوبُ لَمّا تَراءَت

كَ وَليداً وَأَكبَرَتكَ الصُدورُ

وَاِكتَنى بِاِسمِكَ الرَشيدُ لِعِلمٍ

بِكَ ماضٍ وَجَدُّكَ المَنصورُ

يَتَوَلّى النَبِيُّ ما تَتَوَلّا

هُ وَيَرضى مِن سيرَةٍ ما يَسيرُ

حُزتَ ميراثَهُ بِحَقٍّ مُبينٍ

كُلُّ حَقٍّ سِواهُ إِفكٌ وَزورُ

فَلَكُ السَيفُ وَالعَمامَةُ وَالخا

تَمُ وَالبُردُ وَالعَصا وَالسَريرُ

وَأُمورُ الدُنيا تُنَفِّذُها بِالدي

نِ مُذ صُيِّرَت إِلَيكَ الأُمورُ

تَتَوَخّى الهُدى وَتَحكُمُ بِالحَ

قِّ وَتَرجو تِجارَةً لا تَبورُ

إِنَّ يَومَ النَيروزِ عادَ إِلى العَه

دِ الَّذي كانَ سَنَّهُ أَردَشيرُ

أَنتَ حَوَّلتَهُ إِلى الحالَةِ الأو

لى وَقَد كانَ حائِراً يَستَديرُ

وَاِفتَتَحتَ الخَراجَ فيهِ فَلِلأُم

مَةِ في ذاكَ مِرفَقٌ مَذكورُ

مِنهُمُ الحَمدُ وَالثَناءُ وَمِنكَ ال

عَدلُ فيهِم وَالنائِلُ المَشكورُ

وَأَرى قَصرَكَ اِستَبَدَّ مَعَ الحُس

نِ بِفَضلٍ ما أُعطِيَتهُ القُصورُ

رَقَّ فيهِب الهَواءُ وَاِستَبَدَّ وَاِطَّرَدَ ال

ماءُ فَساحَت في ضَفَّتَيهِ البُحورُ

طالَعَتكَ السُعودُ فيهِ وَتَمَّت

لَكَ فينا النُعمى وَدامَ السُرورُ

يا ظَهيرَ النَدى وَنِعمَ الظَهيرُ

وَنَصيرَ العُلا وَنِعمَ النَصيرُ

دُم لَنا بِالبَقاءِ ما قامَ رَضوى

وَأَقِم ما أَقامَ فينا ثَبيرُ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024