Skip to main content
search

البَيتُ مَبنِيٌّ عَلى أَركانِهِ

وَالطِرفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ

ياعاذِلَ الحَسَنِ بنِ وَهبٍ في اللُهى

مِن نَيلِهِ وَالغَمرِ مِن إِحسانِهِ

إِن كانَ شَأنُكَ ما أَراهُ فَإِنَّهُ

عاصٍ عَلَيكَ وَآخِذٌ في شَأنِهِ

لَن تَسبِقَ الريحَ الشَمالَ إِذا طَغَت

في الجَريِ مالَم تَجرِ في مَيدانِهِ

وَبِأَيِّما آبائِهِ لا يَكتَسي

مَجداً يَفوتُ الرَوضَ في أَلوانِهِ

أَبِوَهبِهِ وَسَعيدِهِ أَم قَيسِهِ

وَحُصَينِهِ أَم عَمرِهِ وَقَنانِهِ

لا المَجدُ بَينَهُم غَريبٌ زائِرٌ

بَل في مَحَلَّتِهِ وَفي أَوطانِهِ

ياصَيقَلَ الشِعرِ المُقَلَّدُ في الَّذي

يُختارُ مِن قَلعِيِّهِ وَيَمانِهِ

إِسمَعهُ مِن قَوّالِهِ تَزدَد بِهِ

عُجباً وَطيبُ الوَردِ في أَغصانِهِ

أَحسَنتُ فيهِ مُبَرِّزاً فَجَفَوتَني

وَتُبِرُّ أَقواماً عَلى اِستِحسانِهِ

هَل تُصغِيَن لِأَخٍ يَقولُ بِحالِهِ

مُتَعَتِّباً إِذ لَم يَقُل بِلِسانِهِ

نَزَلَت بِعَقوَتِهِ الخُطوبُ طَوارِقاً

فَتَخَوَّنَتهُ وَأَنتَ مِن إِخوانِهِ

ماكانَ غَرواً أَن يَضيعَ زِمامُهُ

لَو لَم تَكُن في عَصرِهِ وَزَمانِهِ

هَذا وَأَنتَ الحُجَّةُ البَيضاءُ في

إِكرامِهِ مِن وافِدٍ وَهَوانِهِ

وَمَتى رَآكَ الناسُ تَحرِمُهُ اِقتَدَوا

بِكَ غَيرَ مُرتابينَ في حِرمانِهِ

فَتَكونُ أَوَّلَ مانِعٍ مِن نَفسِهِ

ما أَمَّلَ العافي وَمِن جيرانِهِ

وَالأَرضُ تَبذُلُ في الرَبيعِ نَباتَها

وَكَذاكَ بَذلُ الحُرِّ في سُلطانِهِ

وَالعُرفُ بُنيانٌ فَمَن يَعدُ الرُبى

يُشرِف وَيَعفُ السَيلُ مِن بُنيانِهِ

وَاعلَم بِأَنَّ الغَيثَ لَيسَ بِنافِعٍ

لِلناسِ مالَم يَأتِ في إِبّانِهِ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024