Skip to main content
search

لا تَعُد لي كَليلَةٍ بِالجَمادِ

بِتُّها خائِفاً عَلى أَسهادي

أَرهَبُ السَيفَ إِن وَرَدتُ عَلى الحَي

يِ وَأَطوي الهُمومَ وَالقَلبُ صادِ

ضَيعَةُ النَفسِ وَاِدِّلاجٌ عَلى القَص

دِ وَما خَيرُ مُدلِجٍ غَيرِ هادِ

وَلَقَد أَصرِفُ الفُؤادَ عَنِ الشَي

ءِ حَياءً وَحُبُّهُ في السَوادِ

أَمسِكُ النَفسَ بِالعَفافِ وَأُمسي

ذاكِراً في غَدٍ حَديثَ الأَعادي

ذاكَ إِذ لا تَزالُ حُبّى مِنَ البَغ

يِ خَيالاً يَزورُني في الرُقادِ

ثُمَّ قَد قَصَّرَت وَما قَصَّرَ الحُب

بُ كَأَنّي جَعَلتُهُ مِن تِلادي

لِثَقالِ الأَعجازِ تَمشي الهُوَينى

مِثلَ غُصنِ الرَيحانَةِ المَيّادِ

ضَحِكَت لي عَن بارِدِ الطَعمِ عَذبٍ

مُستَنيرٍ كَالكَوكَبِ الوَقّادِ

ثُمَّ راقَت بِاللَونِ وَالعَينِ حَتّى

كادَ حُبّي يَطيرُ بي عَن وِسادي

هِيَ بَدرُ السَماءِ لا بَل هِيَ الشَم

سُ تَدَلَّت في مُذهَبٍ وَجِسادِ

لا أَسُرُّ الحُسّادَ فيها وَتُمسي

نَدبَةً في مَسَرَّةِ الحُسّادِ

تَترُكُ القُربَ ثُمَّ تُعقِبُ بِالبُع

دِ فَوَيلي مِن قُربِها وَالبِعادِ

وَجَوادٌ في النَومِ يُعطينِيَ النَف

سَ وَلَيسَت يَقظى لَنا بِجَوادِ

تُحسِنُ المَشيَ في المَنامِ وَلا تُح

سِنُ يَقظى مَشيَ المُريبِ المُصادي

فَاِعذِريني يا أُمَّ بَكرٍ فَإِنَّ الُ

حُبَّ في مَنطِقي وَعَينَيَّ بادِ

لَيسَ يَخفى طَرفُ المُحِبِّ وَلا كَس

رَةُ عَينِ العَدُوِّ عَندَ اِعتِيادِ

حَشرُ عَينٍ يَلقى البَغيضَ وَلا يَل

قى مُحِبّاً عَينانِ دونَ اِزدِيادِ

وَلَقَد قُلتُ إِذ جُفيتُ وَلَم أَج

فُ وَكانَت بَلِيَّتي مِن وِدادي

لَيتَ حَظّي مِنَ العِبادِ وَمِمّا

خَلَقَ اللَهُ لَذَّةً لِلعِبادِ

ريقُ حُبّى أَحسوهُ سَبعَةَ أَيّا

مٍ شِفاءً لِقُرحَةٍ بِالفُؤادِ

إِنَّها مُنيَتي وَحاجَتِيَ الكُب

رى وَنَفسي لَو مَتَّعَتني بِزادِ

أَشتَهي قُربَها عَلى العُسرِ وَاليُس

رِ وَعِندَ الضِيا وَيَومَ التَنادي

قُل لَها يا فَريرُ إِنّي مِنَ الشَو

قِ إِلَيها وَحِدَّتي في جِهادِ

كَيفَ صَبري فَرداً عَلى غَيرِ نَيلٍ

طالَ هَذا بُخلاً وَطالَ اِنفِرادي

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024