Skip to main content
search

أَلا يا صَنَمَ الأَززدِ

الَّذي يَدعونَهُ رَبّا

سُقيتَ العَذبَ مِن وِدّي

وَإِن لَم تَسقِني عَذبا

أَراني بِكَ مَكروباً

وَلا تَكشِفُ لي كَربا

أَلا تَرزُقُني مِنكَ

سُلُوَّ القَلبِ أَو قُربا

فَإِنَّ الشَوقَ يَدعوني

وَإِنّي مَيِّتٌ حُبّا

إِذا ما ذَكَرَتكَ العَي

نُ لَم تَملِك لَها غَربا

كَأَنّي بِكَ مَطبوبٌ

وَما أَحدَثتَ لي طَبّا

وَلَكِن حُبُّكَ الداخِ

لُ في الأَحشاءِ قَد دَبّا

أَفي شَوقٍ تُرى جِسمي

صَبَبتَ الهَمَّ لي صَبّا

وَهَبني كُنتُ أَذنَبتُ

أَما تَغفُرُ لي ذَنبا

تَرَكتَ القَلبَ قَد ماتَ

وَما أَبقَيتَ لي لُبّا

أَبيتُ اللَيلَ مَحزوناً

وَأَغدو هائِماً صَبّا

كَذي الوَسواسِ لا يُعتِ

بُ مَن عاتَبَ أَو سَبّا

وَطِفلُ الحُبِّ أَضناني

فَوَيلٌ لي إِذا شَبّا

فَإِنّي لَيسَ لي قَلبٌ

وَإِن كُنتَ تَرى قَلبا

كَذا نُمسي وَما يُمسي

لَنا سِلماً وَلا حَربا

فَحَدِّثني بِما أَدعو

كَ طولَ اللَيلِ مُنكَبّا

أَتَشفيني مِنَ الأَسقا

مِ أَم تورِدُني نَحبا

فَإِنَّ المَوتَ قَد طابَ

لَمَن أَورَدتَهُ جَدبا

يُلَبّي قِبلَةَ الأَزدِ

وَلَولا أَنتَ ما لَبّى

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024