Skip to main content
search

قَد لَعِبَ الدَهرُ عَلى هامَتي

وَذُقتُ مُرّاً بَعدَ حَلواءِ

إِن كُنتِ حَرباً لَهُمُ فَاِنظُري

شَطري بِعَينٍ غَيرِ حَولاءِ

يا حُسنَها حينَ تَراءَت لَنا

مَكسورَةَ العَينِ بِإِغفاءِ

كَأَنَّما أَلبَستَها رَوضَةً

ما بَينَ صَفراءَ وَخَضراءِ

يَلومُني عَمروٌ عَلى إِصبُعٍ

نَمَّت عَلَيَّ السِرَّ خَرساءِ

لِلناسِ حاجاتٌ وَمِنّي الهَوى

يُذكيهِ شَيءٌ بَعدَ أَشياءِ

بَل أَيُّها المَهجورُ مِن رَأيِهِ

أَعتِب أَخاً وَاِخرُج عَنِ الداءِ

مَن يَأخُذِ النارَ بِأَطرافِهِ

يَنضَح عَلى النارِ مِنَ بإيتائي

أَنتَ اِمرُؤٌ في سُخطِنا ناصِبٌ

وَمِن هَوانا نازِحٌ ناءِ

كَأَنَّما أَقسَمتَ لا تَبتَغي

بِرّي وَلا تَحفَل بِئيتائي

وَإِن تَعَلَّلتُ إِلى زَلَّةٍ

أَكَلتُ في سَبعَةِ أَمعاءِ

حَسَدتَني حينَ أَصَبتُ الغِنى

ما كُنتَ إِلّا كَاِبنَ حَوّاءِ

لاقى أَخاهُ مُسلِماً مُحرِماً

بِطَعنَةٍ في الصُبحِ نَجلاءِ

وَأَنتَ تَلحاني وَلا ذَنبَ لي

لَكُم يُرى حَمّالَ أَعبائي

كَأَنَّما عانيتَ بي عائِفاً

أَزرَقَ مِن أَهلِ حَروراءِ

فَاِرحَل ذَميماً أَو أَقِم عائِذاً

مُلّيتَ مِن غِلٍّ وَأَدواءِ

لا رَقَأَت عَينُ اِمرِىءٍ شامِتٍ

يَبكي أَخاً لَيسَ بِبَكّاءِ

لَو كُنتَ سَيفاً لي أُلاقي بِهِ

طِبتُ بِهِ نَفساً لِأَعدائي

أَو كُنتَ نَفسي جُمِعَت في يَدي

أَلفَيتَني سَمحاً بِإِبقاءِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024