Skip to main content
search

أَأَبجَرُ هَل لِهَذا اللَيلِ صُبحُ

وَهَل بِوِصالِ مَن أَحبَبتُ نُصحُ

أَأَبجَرُ قَد هَويتُ فَلا تَلُمني

عَلى كَبِدي مِنَ الهِجرانِ قُرحُ

جَرى دَمعي فَأَخبَرَ عَن ضَميرٍ

كَجاري المِسكِ دَلَّ عَلَيهِ نَفحُ

كَأَنّي يَومَ سارَ بَنو يَزيدٍ

يَؤُمُّ دَليلُهُم بُصرى وَيَنحو

خَرَجتُ بِنَشوَةٍ مِن بَيتِ رَأسٍ

تَدورُ بِهامَتي وَالطَرفُ طَمحُ

أَسائِلُ أَينَ سارَ بَنو يَزيدٍ

وَعِندي مِنهُم الخَبَرُ المِصَحُّ

أَأَبجَرُ هَل تَرى بِالنَقبِ عيراً

تَميلُ كَأَنَّها سَلَمٌ وَطَلحُ

خَرَجنَ عَلى النَقا مُتَواتِراتٍ

نَواعِبَ في السَرابِ لَهُنَّ شَبحُ

فَواعَجَبا صَفَوتُ لِغَيرِ صافٍ

وَأَعطَيتُ الكَريمَةَ مَن يَشِحُّ

وَذي مالٍ وَلَيسَ بِذي غَناءٍ

كَزُبِّ الشَيخِ لا يَعلوهُ نَضحُ

صَبَرتُ عَلَيهِ حَتّى بانَ فَسلاً

كَأَنَّ إِخاءَهُ خُبزٌ وَمِلحُ

وَفَيّاضِ اليَدَينِ عَلى المَوالي

لَهُ فَضلٌ يُعاشُ بِهِ وَمَنحُ

مِنَ المُتَحَرِّفينَ يَداً وَجوداً

عَلَيَّ مَديحُهُ وَعَلَيهِ نُجحُ

أَتاني وُدُّهُ خَدَماً وَمالاً

وَعَيَّلَني وَبَعضُ النَيلِ وَتحُ

مَضى هَذا فَقُل في أُمِّ بَكرٍ

أَراها لا تَجودُ وَلَستُ أَصحو

رَأَيتُ لَها عَلى الرَوحاءِ طَيفاً

وَرُؤيَةُ مَن تُحِبُّ عَلَيهِ صُلحُ

وَيَومَ لَقيتُها بِجِنابِ حَوضى

كَعَضبِ العيرِ سيقَ إِلَيهِ رِبحُ

تَتابَعَتِ الثَوائِجُ لِاِمِّ بَكرٍ

تَفوزُ بِها وَحالَ عَلَيكَ قَدحُ

إِذا ما شِئتُ راحَ عَلَيَّ هَمٌّ

مِنَ الغادينَ أَو طَرَبٌ مُلِحُّ

وَقالوا لَو صَفَحتَ عَنِ النَصارى

وَلا وَاللَهِ ما بِأَخيكَ صَفحُ

أَحِنُّ إِلى مَحاسِنِ أُمِّ بَكرٍ

وَدونَ لِقائِها دُكحٌ وَنُكحُ

وَأَضبَطُ لا تُوَزِّعُهُ المَنايا

أَبَلَّ مُشَيَّعٌ بِالمَوتِ سَمحُ

تَعَزَّ وَلا تَكُن مِثلَ اِبنِ نِهيا

لَهُ رُمحٌ وَلا يُغنيهِ رُمحُ

يَذُمُّ الشَيبَ حَمّادُ بنُ نِهيا

وَلَيسَ لَهُ مِنَ الشُبّانِ مَدحُ

يُوافِقُهُ اِرتِكاضُ القِردِ فيهِ

وَإِن مَسَحَ الضُراطَ فَذاكَ رِبحُ

بِهِ جُرحٌ مِنَ الرُمحِ المُذَكّى

وَلَيسَ بِهِ مِنَ المَأثورِ جُرحُ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024