Skip to main content
search

فَيا حَزَنا هَلّا بِنا كانَ ما بِهِ

مِنَ الوُدِّ إِذ تَبكي عَلَيهِ قَرائِبُه

وَمَمسوكَةٍ عَذراءَ يَحمِلُها فَتىً

وَلَم تَعيَ كَفّاهُ وَلَم يَدمَ غارِبُه

أَتَتني بِها رَوّاقَةٌ في نَفاقِها

لِتُخبِرَني عَن شاهِدٍ لا أَقارِبُه

خَلَوتُ بِها يَوماً فَلَمّا اِفتَضَضتُها

تَبَيَّنَ ما فيها وَصَرَّحَ عائِبُه

وَقالَ بِما قَالَ المُحِبُّ نَصاحَةً

وَهَل يَكذِبُ الصَبَّ المُحِبَّ حَبائِبُه

أَعيذُكَ بِالرَحمَنِ مِن دَحسِ حاسِدٍ

تَنامُ وَما نامَت بِلَيلٍ عَقارِبُه

عَلَيكَ سَماءٌ دونَنا تُمطِرُ الرَدى

وَسَورَةُ طَبٍّ لَم تُقَلَّم مَخالِبُه

فَلا يَأتِنا مِنكَ الحَديثُ لَذاذَةً

لِأَصوِلَةٍ لا يَأمَنُ الهَولَ راكِبُه

فَلِلَّهِ مَحزونٌ يَروضُ هُمومَهُ

عَلى فَتكَةٍ وَالفَتكُ صَعبٌ مَراكِبُه

إِذا هَمَّ لَم يَرضَ الهُوَينى وَلَم يَكُن

كَليلاً كَسَيفِ السوءِ تَنبو مَضارِبُه

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024