Skip to main content
search

أَباهِلَ إِنّي لِلحُروبِ عِوادُ

وَإِنَّ رِدائي مُنصُلٌ وَنِجادُ

أَباهِلَ هُزّوا لي فَتىً غَيرَ مُدخَلٍ

فَإِنَّ سَماءَ الباهِلِيِّ جَمادُ

إِذا ما رَآني الباهِلِيُّ اِبنُ كَشكَشٍ

تَقَنَّعَ أَو ضاقَت عَلَيهِ بِلادُ

وَإِنّي لَشَغّارٌ مِراراً وَرُبَّما

سَهُلتُ وَعِندي لِلخَليلِ وِدادُ

وَهَبتُ لِأَيرِ الضالِمِيِّ إِستَ شاعِرٍ

وَقُدتُ اِبنَ نِهيا وَالأُسودُ تُقادُ

فَأَصبَحتُ لا أَخشى عَداوَةَ مُجلِبٍ

يَدُ اللَهِ دوني وَاللِسانُ حَصادُ

أَنا اِبنُ مُلوكِ الأَعجَمينَ تَقَطَّعَت

عَلَيَّ وَلي في العامِرينَ عِمادُ

خَطَبتُ وَما أَهدى لِيَ اللُؤمُ بِنتَهُ

وَشِبتُ وَما يَحمي حِمايَ نِجادُ

وَحَسبُكَ أَنّي مُنذُ سِتينَ حِجَّةً

أَكيدُ عَفاريتَ العِدى وَأُكادُ

إِذا الخَطبُ لَم يُقبِل عَلَيَّ بِوَجهِهِ

فَتَكتُ وَلَم يُضرَب عَلَيَّ سِدادُ

وَما زِلتُ في رَأدِ الشَبابِ الَّذي مَضى

وَفي الشَيبِ يُرجى نائِلي وَيُرادُ

أَجودُ العُفاةَ الزائِرينَ وَرُبَّما

طَلَبتُ أَميرَ المُؤمِنينَ أُجادُ

وَمِن عَجَبٍ يَعدو عَلَيَّ اِبنُ كَشكَشٍ

بِغُرمولِ كِنديرٍ عَلَيهِ سُهادُ

أَبا كَشكَشٍ لَمّا عَرَفتَ قَصائِدي

شَحَذتَ لَها في راحَتَيكَ زِنادُ

وَأَنتَ اِبنُ لَقّاطِ النَوى قَد عَرَفتَهُ

وَجَدُّكَ زِنجِيٌّ أَبوهُ رَمادُ

لَقَد كانَ عَبداً لِلقُشَيرِيِّ حِقبَةً

وَبِئسَ الفَتى عولى اليَدَينِ رُقادُ

يَقولُ لَهُ الكَعبِيُّ في جَنَباتِهِ

عِلاجُكَ يا اِبنَ الفاعِلينَ جِهادُ

فَلا تَشتَرِ الزِنجِيَّ إِنَّكَ مُفلِحٌ

بِأَحمَرَ فَالزِنجِيُّ عَنكَ عَتادُ

أَبا كَشكَشٍ وافَقتَ زَيداً لِفِعلِهِ

وَأَنتَ لِأُخرى وَالدَخيسُ عِيادُ

فَأَصبَحتَ تَرجو أَن تَسودَ عَلَيهِمُ

وَهيهاتَ ظَنُّ اِبنِ الخُلَيقِ فِنادُ

لَعَمري لَقَد أَخطَأتَ رَأيَكَ فيهِمُ

وَما كُلُّ ما تَهوى أَصابَ مُرادُ

فَدَع عَنكَ تَشبيهَ الرُقادِ فَإِنَّما

حَلَمتَ وَلا يُجدي عَلَيكَ رُقادُ

طَوى المَلكُ أَولادَ الزِنا عَن مُخَنَّثٍ

لِداءِ اِستِهِ مَخطومَهُ وَحَسادُ

وَما دافَعوهُ رَغبَةً عَن سَقامِهِ

وَلَكِنَّ أَولادَ الزِناءِ خِلادُ

أَبا كَشكَشٍ لا تَدعُ فينا قَرابَةً

عَرَفتَ وَعِرفانُ القَبيحِ رَشادُ

عَلَيكَ بِأَولادِ الزِنا أَنتَ مِنهُمُ

وَما لَكَ في أَهلِ الزَكاءِ وِسادُ

لِساداتِ أَولادِ الزِناءِ مَزِيَّةٌ

عَلَيكَ فَلا تَجمَح وَفيكَ فُؤادُ

وَما كُلُّ أَولادِ الزِنا يَستَطيعُهُ

مِنَ آباءِ أَولادِ الزِناءِ جَوادُ

أَباهِلَ فيكُم عُصبَةٌ مُستَفادَةٌ

لِئامُ القِرى فُطسُ الأُنوفِ جِعادُ

أَباهِلَ رُدّوا أَعبُدَ الحَيِّ إِنَّهُم

جِعادٌ وَمِن مالِ الكِرامِ تِلادُ

لَقَد شانَ أَولادَ الزِناءِ سَوادُهُ

وَإِن كانَ في بَدرِ السَماءِ سَوادُ

بَني كَشكَشٍ غَطّوا أَساتِيَ نِسوَةٍ

تَزَيَّدُ مِن طَعنٍ وَسَوفَ تُزادُ

بَناتٌ وَزَوجاتٌ وَأُختٌ وَخالَةٌ

بِها مِن شِعافٍ بِالطِعانِ كِبادُ

لَقَد نَفِدَت أَشرافُنا بَعدَ عَذرَةٍ

وَما لِعُيونِ اِبنِ الخُلَيقِ نَفادُ

وَمُشفِقَةٍ مِنّي عَلى فَرخِ كَشكَشٍ

فَقُلتُ لَها بَقياً عَلَيهِ فَسادُ

وَما في هَلاكِ اِبنِ الخُلَيقِ لِرَهطِهِ

فَسادٌ وَلَكِن في البَقاءِ فَسادُ

دَعاني وَما أَصبَحتُ صَوتُ اِبنِ كَشكَشٍ

لِأَنكَحَ أُختَيهِ وَفِيَّ بِعادُ

فَقُلتُ لَهُ عِندي مِنَ الطَعنِ أَربَعٌ

صِلابٌ وَما عِندي لَهُنَّ كِرادُ

عَلَيكَ بِطاوُوسِ الحُبوشِ لِأَيرِهِ

مَناعِمُ زَهرٌ مِنهُما وَوِعادُ

نَزا بِكَ زِنجِيٌّ وَأُمُّكَ سَلفَعٌ

مِنَ البُرصِ لا تَصطادُهُم وَتُصادُ

فَجِئتَ كَبَغلِ السوءِ بَينَ عَرينَةٍ

وَبَينَ حِمارٍ حُطَّ عَنهُ مَزادُ

إِذا صَهَلَت أُمّاتُهُ حَنَّ أَيرُهُ

لَهُنَّ فَكانَت مَحجَةٌ وَسِفادُ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024