Skip to main content
search

السَعدُ يَجعَلُ ذَرِّيَّ الدَبى نِعَماً

وَالنَحسُ يُهلِكُ ما لِلمَرءِ مِن أَمَرِ

وَالخَمرُ تَخميرُ عُقلٍ فَاِجفُ ضارِبَةً

ترمي الحِجا في ضَراءِ الوِردِ وَالخَمَرِ

يُعَلِّلُ الحَيُّ نَفساً غَيرَ باقِيَةٍ

حَتّى يُقَصِّرَ عَنهُ اللَيلَ بِالسَمَرِ

لا يُعجِبَنَّكَ في جُنحِ الدُجى قَمَرٌ

فَإِنَّ عُقبى مُحاقٍ غايَةُ القَمَرِ

وَالدَهرُ أَنسى بَني بَكرٍ بُجُيرَهُمُ

وَسَوفَ يُنسي قُرَيشاً غَدرَةَ الشَمِرِ

وَلا تَروقَنَّكَ الأَغصانُ مائِدَةً

فَإِنَّما تُحمَدُ الأَشجارُ بِالثَمَرِ

عَجِبتُ لِلظَبيِ مَنسوباً إِلى أَسَدٍ

وَلِلمَهاةِ الَّتي تُعزى إِلى النَمِرِ

في عالَمٍ غَيرَةُ الحَمراءِ عادَتُهُم

وَلَيسَ تُعرَفُ فيهِمُ غَيرَةُ الحُمُرِ

وَحَجَّ كَلمِيَ بَعضُ الناسِ مُعتَمِراً

فَهَل أُلامُ عَلى حَجٍّ وَمُعتَمَرِ

وَمُضمَراتِ أُمورٍ زادَهُنَّ سَناً

إِضمارُهُنَّ وَتَجري الخَيلُ بِالضُمُرِ

خَلَّدتُهُنَّ بِسِجنِ السِرِّ مِن خَلَدٍ

سَوداؤُهُ مِن أَعادي البيضِ في الخُمُرِ

لَمّا تَوَلّى يَزيدُ الأَمرَ هانَ على

مَعاشِرٍ كَونُهُ مِن قَبلُ في عُمَرِ

تَخافُ قُمرَ اللَيالي وَهيَ باهِشَةٌ

إِلى الأَنامِ بِأَيدي غالَةٍ قُمُرِ

نَعوذُ بِاللَهِ مِن مُلكٍ نُشَبِّهُهُ

غَيماً أَراقَ مَتى لا يُمرَ لا يَمِرِ

وَلِلمَقاديرِ أَحكامٌ إِذا وَقَعَت

بِالهَضبِ مارَ أَو اللُجِّيِّ لَم يَمُرِ

صارَ الكِتابُ مَزاميرَ الغُواةِ لَهُم

بِهِ أَغانِيُّ في حاميمَ وَالزُمَرِ

صَلَّوا بِهِ ثُمَّ صَلّوا في مَظالِمِهِم

مِثلَ السُيوفِ عَلى المُستَأنِسِ القُمُرِ

قَد خانَتِ الَبَعلَ أُنثى تَستَجيشُ لَهُ

بِهَمزَةٍ وَهوَ غَيثٌ جِدُّ مُنهَمِرِ

أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024