Skip to main content
search

هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني

أَراها وَأُعطى كُلَّ يَومٍ ثِيابِيا

وَيا لَيتَها تَدري بِأَنّي خَليلُها

وَإِنّي أَنا الباكي عَلَيها بُكائِيا

خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُماني وَأَهلُها

لَدَيَّ حُضورٌ خِلتُماني سَوائِيا

وَلَمّا دَخَلتُ الحَيَّ خَلَّفتُ موقِدي

بِسِلسِلَةٍ أَسعى أَجُرُّ رِدائِيا

أَميلُ بِرَأسي ساعَةً وَتَقودُني

عَجوزٌ مِنَ السُؤالِ تَسعى أَمامِيا

وَقَد أَحدَقَ الصِبيانُ بي وَتَجَمَّعوا

عَلَيَّ وَشَدّوا بِالكِلابِ ضَوارِيا

نَظَرتُ إِلى لَيلى فَلَم أَملِكِ البُكا

فَقُلتُ اِرحَموا ضَعفي وَشِدَّةَ ما بِيا

فَقامَت هَبوباً وَالنِساءُ مِنَ اَجلِها

تَمَشَّينَ نَحوي إِذ سَمِعنَ بُكائِيا

مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ سائِلاً

أَدورُ عَلى الأَبوابِ في الناسِ عارِيا

وَقائِلَةٍ وارَحمَةً لِشَبابِهِ

فَقُلتُ أَجَل وارَحمَةً لِشَبابِيا

أَصاحِبَةَ المِسكينِ ماذا أَصابَهُ

وَما بالُهُ يَمشي الوَجى مُتَناهِيا

وَما بالُهُ يَبكي فَقالَت لِما بِهِ

أَلا إِنَّما أَبكي لَها لا لِما بِيا

بَني عَمِّ لَيلى مَن لَكُم غَيرَ أَنَّني

مُجيدٌ لِلَيلى عُمرُها مِن حَياتِيا

فَما زادَني الواشونَ إِلّا صَبابَةً

وَما زادَني الناهونَ إِلّا أَعادِيا

فَيا أَهلَ لَيلى كَثَّرَ اللَهُ فيكُمُ

مِنَ اَمثالِها حَتّى تَجودوا بِها لِيا

فَما مَسَّ جَنبي الأَرضَ حَتّى ذَكَرتُها

وَإِلّا وَجَدتُ ريحَها في ثِيابِيا

قيس بن الملوح

قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024