Skip to main content
search

خَليلَيَّ قوما لِلرَحيلِ فَإِنَّني

وَجَدتُ بَني الصَمعاءِ غَيرَ قَريبِ

وَأُسفِهتُ إِذ مَنَّيتُ نَفسي اِبنَ واسِعٍ

مُنىً ذَهَبَت لَم تَسقِني بِذَنوبِ

فَإِن تَنزِلا بِاِبنِ المُحَلَّقِ تَنزِلا

بِذي عِذرَةٍ يَبداكُما بِلُغوبِ

لَحى اللَهُ أَرماكاً بِدِجلَةَ لا تَقي

أَذاةَ اِمرِئٍ عَضبِ اللِسانِ شَغوبِ

إِذا نَحنُ وَدَّعنا بِلاداً هُمُ بِها

فَبُعداً لِحَرّاتٍ بِها وَسُهوبِ

نَسيرُ إِلى مَن لا يُغِبُّ نَوالَهُ

وَلا مُسلِمٌ أَعراضَهُ لَسَبوبِ

بِخَوصٍ كَأَعطالِ القِسِيِّ تَقَلقَلَت

أَجِنَّتُها مِن شُقَّةٍ وَدُؤوبِ

إِذا مُعجَلٌ غادَرنَهُ عِندَ مَنزِلٍ

أُتيحَ لِجَوّابِ الفَلاةِ كَسوبِ

وَهُنَّ بِنا عوجٌ كَأَنَّ عُيونَها

بَقايا قِلاتٍ قَلَّصَت لِنُضوبِ

مَسانيفُ يَطويها مَعَ القَيظِ وَالسُرى

تَكاليفُ طَلّاعِ النِجادِ رَكوبِ

قَديمٌ تَرى الأَصواءَ فيهِ كَأَنَّها

رِجالٌ قِيامٌ عُصِّبوا بِسُبوبِ

يَعُمنَ بِنا عَومَ السَفينِ إِذا اِنجَلَت

سَحابَةُ وَضّاحِ السَرابِ خَبوبِ

إِلَيكَ أَبا حَربٍ تَدافَعنَ بَعدَما

وَصَلنَ لِشَمسٍ مَطلِعاً بِغُروبِ

إِلى مُستَقِلٍّ بِالنَوائِبِ واصِلِ ال

قَرابَةِ فَيّاضِ اليَدَينِ وَهوبِ

وَما أَرضُ عَبّادٍ إِذا ما هَبَطتَها

بِحَزنٍ وَلا أَعطانُها بِجُدوبِ

رَبيعٌ لِهُلّاكِ الحِجازِ إِذا اِرتَمَت

رِياحُ الثُرَيّا مِن صَباً وَجَنوبِ

وَطارَت بِأَكنافِ البُيوتِ وَحارَدَت

عَنِ الضَيفِ وَالجيرانِ كُلُّ حَلوبِ

إِلَيهِ أَشارَ الناظِرونَ كَأَنَّهُ

هِلالٌ بَدا مِن قُتمَةٍ وَغُيوبِ

وَلَولا أَبو حَربٍ وَفَضلُ نَوالِهِ

عَلَينا أَذانا دَهرُنا بِخُطوبِ

حَباني بِطِرفٍ أَعوَجِيٍّ وَقَينَةٍ

مِنَ البَربَرِيّاتِ الحِسانِ لَعوبِ

وَحَمّالُ أَثقالٍ وَفَرّاجُ غَمرَةٍ

وَغَيثٌ لِمَجلومِ السَوامِ حَريبِ

كَريمُ مَناخِ الضَيفِ لا عاتِمُ القِرى

وَلا عِندَ أَطرافِ القَنا بِهَيوبِ

كَثيرٌ بِكَفَّيهِ النَدى حينَ يُعتَرى

عَشِيَّةَ لا جافٍ وَلا بِغَضوبِ

عَروفٌ لِحَقِّ السائِلينَ كَأَنَّهُ

بِعَقرِ المَتالي طالِبٌ بِذُنوبِ

تَرى مُترَعَ الشيزى يَزينُ فُروعَها

عَبائِطُ مِتلافِ اليَدَينِ خَصيبِ

كَأَنَّ سِباعَ الغيلِ وَالطَيرَ تَعتَفي

مَلاحِمَ نَقّاضِ التِراتِ طَلوبِ

الأخطل

الأخطل التغلبي ويكنى أبو مالك ولد عام 19 هـ، الموافق عام 640م، وهو شاعر عربي وينتمي إلى قبيلة تغلب العربية ، وكان نصرانيا، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024