يا طالبا للحجر المكرم

ديوان عبد الغني النابلسي

يا طالبا للحجر المُكَرَّمِ

وراغباً في اسم الإله الأعظمِ

وسائلا عن صنعة الإكسير كن

محققاً لما أقول وافهمِ

فإنها ثلاثة مشهورة

عند الورى مثل الطراز المُعْلَمِ

حارت عقول الناس في إدراكها

كم عربي تائه وأعجمي

وما اهتدوا منها إلى شيء ولا

فاز بها سوى الشجاع الضيغم

مشوا إليها في سوى طريقها

وحاولوها بالخيال المظلم

يعرفها من نفسه كل امرئ

بحسن تقواه بلا تفهم

فالحجر المكرم الذي متى

تجده تظفر بالمنى وتغنم

أمر بسيط ما له تركُّبٌ

جوهره صافٍ يُرى كالعندم

ينبت بالتدريج في ترابه

شيئاً فشيئاً كنبات الكُرْكُمِ

تُلقي على الأجزاء جزءاً منه إن

أردت يقلبها إليه فاعلم

ويستحيل الكل شمساً خالصاً

أو قمراً به كماء أو دم

بالشمس إن أوصلته لأصله

بالغسل والتخليص والتنعم

وإن تركت لبه في قشره

فالقمر الأبيض بسام الفم

وركِّبِ الإكسيرَ إن أردت من

نون وميم مطلق وملجم

وامزجهما معاً بأيدٍ منهما

ممدودة كدرجات السُّلَّمِ

والإسم في الرسم من الغيب بدا

مُسَلَّطاً عليك مثل الطلسمِ

بالهاء والواو به هويَّةٌ

في ملكوت واضح ومبهمِ

واعرف حروفه التي أنت بها

مثلَّث الشكل إليها تنتمي

حققه واحفظ لفظه وادع به

وأنت في كعبته والحرم

تجده في الحال مجيباً بالذي

تريد من نصيبك المنقسم

واستعمل الصدق له وسيلة

ولا تكن عنه بما رمت عمي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات