يأبى لي الضيم فرعي السامي

ديوان ابن الرومي

يأبى ليَ الضَّيْم فرْعيَ السامي

إلى المعالي وأصْليَ النامي

إني إذا ما الصديقُ أكرمني

ثُمَّ غدا يستردُّ إكرامي

جعلتُ من لذِّتي مُراغمتي

إيِّاه حتى يملَّ إرغامي

وليس إلا بهجره أبداً

والضنِّ عن بابه وإلمامي

ورفع نفسي عن استماحته

ببذلِ وجهي له وإعظامي

ومنعِهِ لذَّةَ التَّعتُّبِ بال

عدلِ عليه في كل أحكامي

ولا يراني هناك أندبُهُ

بقرْعِ سنِّي وعضِّ إبْهامي

وكنتُ لا أصنع الصنيع أرى

في عقبه ذِلَّتي للوَّامي

أُخرجُ من خاطري معاهدَهُ

بعد اشتغالي به وإغرامي

حتى أراه لدى التذكر وال

تذكيرِ حلماً مِنْ بعضِ أحلامي

وما من الحلمِ أن أُقِرَّ على ال

ظُلْم وأسبابِه لظلّامي

أوصلني الحلمُ بالتشحط للْ

قسْمِ إذا كان شرّ أقسامي

وكَيْفَ أُغضي على الدَّنِيَّةِ والْ

فُرسُ خؤولي والرومُ أعمامي

وقد تَتَوَّجْتُ من ولاء أبي ال

عباس تاجاً يسْمُو به السَّامي

يا قاتل الله عصبة جَعَلتْ

إجرامَ دهري إليَّ إجرامي

من ضنَّ عنِّي ببذلِ نائلهِ

ضنَنتُ عنه ببذلِ أيامي

تالله لا تلتقي الثلاثة وَصْ

ليه وإثراؤه وإعدامي

قد كنتُ بالله مُشركاً وثناً

فزال شركي وصحَّ إسلامي

أستغفرُ الله من عبادتِهم

فإنها منْ عظيم آثامي

طالتْ صلاتي لهم ورافدَها

صَوْمي من مالهم وإحرامي

أستغفِرُ الله كم وكم رجُل

أعْظَمْته وهو دون إعظامي

ثم تبيَّنْتُ أنه غرضٌ

ليسَ من اللائي يقْصِدُ الرامي

من جامد الكف حين تسأله

وخائن الحبلِ عندَ إعصامي

وضاحكٍ بي وليس يُضْحِكهُ

شيءٌ سوى أنَّ ظِلْفِيَ الدَّامي

يضْحَكُ من كل ما بكيتُ لهُ

كأن لذَّاته بآلامي

لو احتَجَجْنا في مَحْفلٍ لدرَى

أنْ ليسَ إلزامُهُ كإلزامي

واللَّهِ لا صحَّ باطني لأخٍ

يُصحُّهُ الله عندَ إسقامي

وما خليلي الخليلُ يُعجبُهُ

تَرْكيَ أموالَهُ وإجمامي

وما أُراني يفوزُ مُطَّرحي

وما أُراني يخيبُ مُعتامي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات