Skip to main content
search

مالي إذا زدتُ حُباً زدتِ مقليةً

يا من أجيْبُ إليها داعي الحَيْنِ

قالتْ لأن هنات الحب آخذةٌ

من المحب نصيب القلب والعين

بليَّةُ الحب تُبْليه وتَشْحبُه

وكل ذلك شينٌ غيرُ مازين

وإنما تتبعُ الأهواءُ قَادتَها

إلى المناظر ذات الزينِ لا الشين

نحن الحسانُ اللواتي ليس يعجبنا

إلا الحسان فلا نخدعك بالمين

من كل رقراقِ ماءِ الوجه تحسبُه

سيفاً صقيلاً حديث العهد بالقين

لا تخلط الحبَّ بالتقوى فتعطفَنا

على المُقاسي عذابَ الهجر والبين

ولم نَبع قطُّ دُنيانا بآخرةٍ

ومثلنا لا يبيع النقدَ بالدين

نحب كلَّ غلام فيه مَيعتُه

ينزو إذا ما استنكناه بأيرين

مُصحَّح الجسم لم يُلْمِمُ به سَقَمٌ

ولا استكان إلى هجرٍ ولا بَيْن

ذاك الذي نُخْلصُ الود الصحيح له

ونشتري نيكةً منه بألفين

له لدينا حلاواتٌ لذاذتُها

تشفي القلوب وتجلوها من الرّيْن

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024