خذ من حديث شؤونه وشجونه

خذ من حديث شؤونه وشجونه - عالم الأدب

خُذ مِن حَدِيثٍ شُؤُونِهِ وشُجُونِهِ

خَبَراً تُسَلسِلُهُ رُواةُ جُفُونِهِ

لَولا فَضِيحَةُ خَدّهِ بِدُمُوعِهِ

مَا زال شَكُّ رقِيبِهِ بِيَقِينِهِ

وأغَرَّ تُؤيِسُنِي قَسَاوةُ قَلبِهِ

مِنهُ ويُطمِعُنِي تَعَطّف لِينِهِ

خَفِرُ الدَّلالِ أضُمُّهُ وأهَابُهُ

بِجَمَالِهِ ووقَارِهِ وسُكُونِهِ

قَالَت روادِفُهُ ولِينُ قَوامِهِ

إيَّاك مِن كَثَبِ الحِمَى وغُصُونِهِ

فَجُفُونُهُ شَركُ القُلُوبِ وإنَّمَا

هُارُوتُ أودَعَهَأ فُنُون فُتُونِهِ

يَا قُوتُهُ مُتَبَسِّمُ عَن لُؤلُؤٍ

خَجِلَت عُقُودُ الدُّرّ مِن مَكنُونِهِ

وإذا وصفت بِشَعرِهِ غَسق الدُّجَى

هَجَم الصَّبَاحُ بِثَغرِهِ وجَبِينِهِ

وأسَال صفحة خَدّه مَا مِسكَةٍ

عبقت بلام عذاره أو نونهِ

مَا زال يَسقِي خَدَّهُ مَاءُ الحَيَا

حَتَّى جَنَيتُ الورد مِن نِسرِينِهِ

جَمدَ الَّذِي بِيَمِينِهِ فِي خَدّهِ

وجَرى الَّذِي فِي خَدّهِ بِيَمِينِهِ

طَاب الرَّبِيعُ كَأنَّمَا عَجَن الصّبَا

كَافُور مِسكَتِهِ بِعَنبَرِ طِينِهِ

وتَفَضَّضَت أزهَارُهُ وتَذهَّبَت

فَكأنَّمَا الطَّاوُوسُ فِي تَلوِينِهِ

وجَلى جَبِينُ النَّهرِ غُرَّة ظِلِّهِ

قَد جَعَّدتهُ الرّيحُ فَوق شنُونَهُ

والطَّيرُ تُنشِدُ بِاختِلافِ لُغَاتِهَا

مُوسَى أدام اللهُ فِي تَمكِينِهِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن سهل الأندلسي، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات