Skip to main content
search

ثبوت حسنك لي فيه شهادات

وللعذار على هذا سجلات

يا قامة الغصن من لين ومن هيف

الى قوامك تعزى السمهريات

ويا غنيا عن الاسياف يحملها

دعها كفتك المحاظ البابليات

فهي العيون القواضي ان غزلن وان

غزين فهي المواضي المشرفيات

يا عاذلي اخلع ثياب النسك عنك فكم

لي في الهوى والصبا اضحت خلاعات

واخلت على رشف ثغر الحب مجتهدا

فهو الذي فيه للارواح راحات

ولا تعب في الهوى سكري علي فلي

بالفرق والفرع صبحات وغبقات

للّه اوقات عيش بالسعود مضت

كأنما الدهر هاتيك اللييلات

وحبذا الخال فوق الخد منه لقد

بدت لنا نفحات عنبريات

والشمس من فلك الاكوان طالعة

يبدو لها من سنا الاقداح هالات

وللربيع خيام قد فرشن بها

من المطارف بسط سندسيات

يفوح ند الندى منها ويعبق من

مجامر الزهر في الاذبال نفحات

والروض في حلل تجلى عرائسه

كأنهنّ اذا ما ملن قينات

والشمع نواره الزاهي وقد سطعت

عند الصباح لنا منه اشعات

وللغصون على تلك الدفوف اذا

ما شبب الريح رقصات وميلات

والماء تسمع نقرا في الاصول له

وللهزار على العيدان نغمات

والاقحوان ثغور زانها شنب

يحلو لعاشقها منه ارتشافات

والنرجس الغض لم تبرح تغازلنا

عيونه ولها بالجفن غمزات

والقضب للصلح مالت بعدما شمخت

وعندها كان قبل اليوم وقفات

سمر رشاق مغاني اللهو قد عمرت

بالحسن فهي الحسان العامريات

ومجلس الانس بالافراح تمّ وقد

تكاملت بالهنا فيه المسرات

اوقات بسط على بسط الربيع بها

نعمت دهرا وللذات اوقات

خذ من زمانك ما قد طاب مغتنماً

ساعات لهوك ان العمر ساعات

واستجلها ثوب ياقوت مشعشعة

راقت ورقت بها تلك الزجاجات

حمراء آنست نارا من جوانبها

قلب الكليم له منها اقتباسات

وفي الدنان عليها قد مضت حقب

وعصرها فيه اخبار فديمات

وعاد عاذلها مع تبع تبعا

وكم نفتها الهبات الكسرويات

كأنما كأسها ثغر زها وبه

ذاك الحباب الثنايا اللؤلؤيات

نعم ولولا ثغور كالاقاح زهت

ما شاقني في الدجا منك ابتسامات

يديرها بدر تم وهي شمس ضحى

كأنما هي في يمناه مرآة

اقسمت من فرقه بالفجر اذ ظهرت

من نوره في الضحى للناس آبات

ما للغزالة في الاشراق بهجته

ولا لها مثل هاتيك النفاتات

تشوقني فوق خديه عوارضه

كأنها في حواشي الطرس غلطات

غصن اذا مال في ثوب الدلال يرى

لعجبه ولذبل الهجر شمرات

وكيف ارجو انتصارا من لواحظه

وللقلوب من الاجفان كسرات

باللحسان اما من راحم لفتى

قضى وما قضيت منه لبانات

صب لغير هواكم ما صبا دنف

متيم عينت فيه الصبابات

لم تمطر الدمع درا سحب مقلته

يا برق لولا الثنايا اللؤلؤيات

يكفي باني اخو وجد قديم هوى

ما لابتداء صباباتي نهايات

وفيك اقصى مرادي أن أموت جوى

يا غاية ما لعشقي فيك غايات

لا تعجبوا من فتور في لواحظه

لمرسل اللحظ في الاجفان فترات

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024