Skip to main content
search

بلغتَ المُنى في جَميعِ المَرامِ

وَبُقّيتَ كَهفاً لِهَذي الأنامِ

وَحوشيتَ مِن عَثراتِ الزمانِ

وَبوعدتَ عَن طُرُقاتِ الحمامِ

وَلا زِلت في كل مطلوبةٍ

مِنَ العزّ فَوق الذرا والسنامِ

وَهنّيتَ بِالعيدِ عيد السعودِ

وَكيد الحسودِ ورغم المسامي

فَقَد جاءَ يُخبِرنا فيك بال

بقاءِ وَما ترتجي مِن دوامِ

وَإنّ الّذي بكَ من نعمةٍ

تعلّ وتَنهلُ درَّ التّمامِ

وإِنَّكَ تنفذُ في كلِّ ما

تُشيرُ إِليه نفوذَ السّهامِ

ولمّا فَضلت جميع الملوك

دَعَوناك فينا همام الهمامِ

وَما ضلّ عَن مأثُراتٍ أَقمت

عَلى الناسِ في النّاس غير النيامِ

وَكَم لَكَ مِن زَورةٍ في العدو

وِ والحرب مشبوبة كالضرام

ومن وقفةٍ في مضيق القرا

عِ وَالجيشُ مشتعلٌ بِاِنهِزامِ

تُديرُ كُؤوسَ المَنايا كَما

تُديرُ السُّقاةُ كؤوسَ المدامِ

وَوجهُكَ في ظُلُماتِ القَتامِ

كَبدرٍ يُضيء سَواد الظلامِ

وَأَنتَ عَلى ظَهرِ عالي التلي

لِ عَبلِ القوائمِ وافي الحزامِ

كَأنّك مِنهُ عَلى يذبلٍ

وَإِلّا عَلى هَضبةٍ مِن شمامِ

يُخوّضهُ مُمتَطيهِ البحورَ

وَيُعثِرهُ مِن كماةٍ بهامِ

فَيا اِبنَ القلالِ قلالِ الجبالِ

علاءً ويا اِبنَ البحورِ الطوامي

وَقَومٍ مَضوا لَم يَقولوا الخنا

وَلَم يَسمَعوا كَلِمات الملامِ

نَقيّينَ مِن كلّ ما شانهمْ

بَريئين من كلِّ عارٍ وذامِ

وليِدُهُمُ في حِجىً كالكهولِ

وواحِدُهمْ مثلُ جيشٍ لُهامِ

يُرَوْن نِحافاً وأيديهمُ

مُحكَّمَةٌ في الأمورِ الجِسامِ

كرامٌ ولكنّهم بَذلةٌ

لأموالهم برّحوا بالكِرامِ

أُحِبُّك حبَّ النّفوسِ الحياةِ

وَحبّ الشِّفاءِ خلالَ السَّقامِ

وما إنْ أُبالِي إذا كنتَ مِنْ

ورائي إذا جاءني من أمامي

وكنتُ نفوراً شديد الإباءِ

فَقادتْ بَنانُك منّي زمامي

وإنِّيَ ذاك الّذي ترتضيهِ

وَجرّبتَه في الأمور العِظامِ

كأنّي سِنانُك يومَ الطّعانِ

وماضي لسانِك يومَ الخِصامِ

وإنْ كنتَ منتقماً مرّةً

بكفّي أرَيْتُك كيف اِنتقامي

وإمّا ضربتَ بحدّي الرؤوس

ضربتَ بغير البَليدِ الكَهامِ

وإنّ لسانِيَ في الذَّبَّ عن

ك يجري متى شئتَ مجرى حسامي

فَخُذها فَكَمْ كَلِمٍ قد قَصُرْ

نَ أغنيننا عن طويلِ الكلامِ

كأنّ نَشاها نَشا روضةٍ

وَإِلّا فَرائحةٌ من مُدامِ

لَها رَتَكٌ في جميعِ البلادِ

كما أرْتَكَتْ جائلاتُ النّعامِ

فلا تستمعْ إنْ سَمعتَ القريضَ

سِوى ما أنظّمهُ من كلامي

سَلامٌ وَلا زلتَ ملآنَ مِنْ

تحيّتنا أبداً والسَّلامِ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024