Skip to main content
search

بِغَيرِ شَفيعٍ نالَ عَفوَ المَقادِرِ


أَخو الجَدِّ لا مُستَنصِراً بِالمَعاذِرِ


وَأَعجَبُ فِعلاً مِن قُعودي عَلى العُلى


سُرايَ بِأَعقابِ الجُدودِ العَوائِرِ


أُؤَمَّلُ ما أَبقى الزَمانُ وَإِنَّما


سَوالِفُهُ مَعقودَةٌ بِالغَوابِرِ


فَخَلِّ رِقابَ العيسِ يَجذِبُها السَرى


بِآمالِ قَومٍ مُحصَداتِ المَرائِرِ


فَما التَذَّ طَعمَ السَيرِ إِلّا بِمُنيَةٍ


وَإِنَّ الأَماني نِعمَ زادُ المُسافِرِ


وَدونَ مُداراةِ المَطِيِّ عَلى الوَجى


مُشاغَبَةُ الأَشجانِ دونَ الضَمائِرِ


فَلَيتَ قُلوبَ العاشِقينَ إِذا وَنى


بِها السَيرُ كانَت في صُدورِ الأَباعِرِ


وَلِلَّهِ قَلبي ما أَرَقَّ عَلى الهَوى


وَأَصبَى إِلى لَثمِ الخُدودِ النَواضِرِ


يَحِنُّ إِلى ما تَضمَنُ الخُمرُ وَالحِلى


وَيَصدُفُ عَمّا في ضَمانِ المَآزِرِ


وَلَمّا غَدَونا لِلوَداعِ وَنَقَّرَت


صُروفُ النَوى دونَ الخَليطِ المُجاوِرِ


عَنيتُ مِنَ القَلبِ العَفيفِ بِعاذِلٍ


وَمِن خُدَعِ الشَوقِ السَفيهِ بِعاذِرِ


عَشِيَّةَ لا عِرسُ الوَفاءِ بِمُرمِلٍ


لَدَينا وَلا أُمُّ الصَفاءِ بِعاقِرِ


وَمَن لَم يَنَل أَطماعَهُ مِن حَبيبِهِ


رَضي غَيرَ راضٍ بِالخَيالِ المُزاوِرِ


وَكُنتُ أَذودُ الدَمعَ إِلّا أَقَلَّهُ


لِسُقيا حِمىً مِن بَعدِ بَينِكَ دائِرِ


وَإِنِّيَ لا أَرضى إِذا ما تَحَمَّلَت


إِلَيهِ مَرابيعُ السَحابِ المَواطِرِ


كِليني إِلى لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ


نُغازِلُ طَرفي عَن عُيونِ الجَآذِرِ


أَمُرُّ بِدارٍ مِنكِ مَشجوجَةِ الثَرى


بِمَجرى نَسيمِ الآنِساتِ الغَرائِرِ


تَمُرُّ عَلَيها الريحُ وَهيَ كَأَنَّها


تَلَفَّتُ في أَعطافِ تِلكَ المَقاصِرِ


وَيَشهَقُ فيها بِالأَصايِلِ وَالضُحى


حَيا كُلِّ عَرّاصِ الشَآبيبِ ماطِرِ


وَيَستَنُّ فيها البَرقُ حَتّى تَخالَهُ


يَفيضُ بِفَيضِ القَطرِ في كُلِّ حاجِرِ


وَلَمّا رَأَيتُ اللَيلَ مُستَرِقَ الخُطى


وَأَطرافُهُ تَجلو وُجوهَ التَباشِرِ


أَرِقتُ لِأَجفانِ الرَكائِبِ هَبَّةً


بِأَلحاظِ جَوّالِ العَزائِمِ ساهِرِ


رَسيماً بِهِ يَعتَلُّ بِالأَعيُنِ الكَرى


وَيَنشَقُّ عَن مَكنونِهِ كُلُّ ناظِرِ


بِيَهماءَ يَستَغوي الحُداةَ سَرابُها


عَلى ظَمَإٍ بَينَ الجَوانِحِ ثائِرِ


وَيَحبو بِها الأَعياسُ حَتّى كَأَنَّها


تُنَصُّ عَلى أَخفافِها بِالكَراكِرِ


وَمَولىً أُدانيهِ عَلى السَخطِ وَالرِضى


وَيَبعَطُ عَنّي وَالقَنا في الحَناجِرِ


يَهُزُّ عَلَيَّ السَوطَ وَالرُمحُ دونَهُ


وَهَزُّ العاوالي غَيرُ هَزِّ المَخاصِرِ


عَطَفتُ لَهُ صَدرَ الأَصَمِّ وَتَحتَهُ


عَواطِفُ أَسبابِ الحُقودِ النَوافِرِ


فَخَرَّ وَفيهِ لِلطَعانِ تَناظِرٌ


يُطالِعُها طَيرُ الفَلا بِالمَناسِرِ


فَما ظَفِرَت مِن نَفسِهِ أُمُّ قَشعَمٍ


بِما ظَفِرَت مِن جِسمِهِ أُمُّ عامِرِ


وَرَكبٍ تَفادى النَومُ أَن يَستَخِفَّهُ


إِذا ما الكَرى أَلقى يَداً في المَحاجِرِ


وَرَدتُ بِهِ بُحبوحَةَ الوِردِ فَاِنثَنى


يُقَلِّصُ صافي مائِهِ في المَشافِرِ


وَغادَرَ أَحشاءَ الغَديرِ ضَوامِراً


مِنَ الماءِ في ظِمءِ النَواحي الضَوامِرِ


وَرودَ خَفيفِ الوِردِ أَوَّلَ وارِدٍ


طُروقاً إِلى ماءٍ وَأَوَّلَ صادِرِ


إِذا هَزَّ أَطرافَ الخَليجِ رَمَت بِهِ ال


مَوارِدُ خِفّاً في وُجوهِ المَصادِرِ


وَكانَ إِذا ما عاقَهُ بُعدُ مَطلَبٍ


يُضَعضِعُ أَعضادَ الزَوافِرِ


تَمَرَّسَ بِالأَيّامِ حَتّى أَلِفنَهُ


وَكَرَّ عَلى أَحداثِها وَالدَوائِرِ


وَأَخطَأَ سَهمَ القِطرِ مَقتَلَ مَحلِهِ


فَزَمَّ قَسِيَّ العادِياتِ الهَوامِرِ


فَتىً حينَ أَكدَت أَرضُهُ هَجَمَت بِهِ


عَلى لِاِبنٍ مِن آلِ عَدنانَ تامِرِ


عَلى ماجِدٍ لا يَسرَحُ اللُؤمُ عِندَهُ


وَلا تُدرى أَفعالُهُ بِالمَناكِرِ


إِذا راوَحَ الرُعيانُ لَيلاً سَوامَهُ


فَقَد لَفَّها جِنحُ الظَلامِ بِعاقِرِ


تَفَرَّعتُ حَتّى عَوَّدَتني رِماحُهُ


فَعَوَّدتُ مِن سوءِ الظُنونِ سَرائِري


تَشابَهُ أَيّامي بِهِ فَكَأَنَّما


أَوائِلُها مَمزوجَةٌ بِالأَواخِرِ


هُوَ الواهِبُ الأَلفِ الَّتي لَو تَسومُها


قَبيلاً فَداها بِالجَديلِ وَداعِرِ


يَطولُ إِذا مَدَّ الرُدَينَيَّ باعُهُ


وَعانَقَ أَعناقَ الرِجالِ المَساعِرِ


فَيَفري طَريقاً لِلسِبارِ كَأَنَّما


لَها ذِمَّةٌ في الطَعنِ رِسلُ المَسابِرِ


تَعَلَّقَ في ثِنيَ العَرينِ بِعَزمَةٍ


تُذَلِّلُ أَمطاءَ اللُيوثِ الخَوادِرِ


فَطَرَّدَها حَتّى اِستَباحَ شُبولَها


وَما ضَعضَعَتهُ أُسدُها بِالزَماجِرِ


يَخِفُّ إِلَيهِ الجَيشَ حَتّى كَأَنَّهُ


يَمُدُّ بِأَعناقِ النَعامَ النَوافِرِ


جَزى اللَهُ عَنهِ الخَيلَ ما تَستَحِقُّهُ


إِذا رَقَصَت بِالدارِعينَ المَغاوِرِ


وَخَبَّت عَلى بَيداءَ تَشرَقُ ماءَها


عَنِ الرَكبِ في طَيِّ العُيونِ الغَوائِرِ


تَمُرُّ عَلى المَعزاءِ خَفّاقَةَ الحَصى


وَتَحثو بِوَجهِ الشَمسِ تُربَ القَراقِرِ


وَتَستَرعِفُ الأَفاقُ لَمعَ صَفائِها


بِمُغبَرَّةٍ تَمحو سُطورَ الهَواجِرِ


حِمى بَيضَةَ الإِسلامِ بِالحَقِّ فَاِحتَمَت


وَقَرَّت بِأَعشاشِ الرِماحِ الشَواجِرِ


وَمِن قَبلُ ما كانَت تَقَلقَلُ خيفَةً


وَتَرقُبُ في الأَيّامِ وَهصَةَ كاسِرِ


إِذا عَبَّقَت أَخلاقُهُ أَرَجَ العُلى


تَضَوَّعَ في الحَيَّينِ كَعبٍ وَعامِرٍ


وَلَمّا اِنجَلَت مِن حَوزَةِ الشِركِ فُرصَةٌ


تَقَنَّصَها وَالدينُ دامي الأَظافِرِ


تَدارَكَها وَالرُمحُ يَركَبُ رَأسَهُ


فَيَرعَفُ مِن قَطرِ الدِماءِ القَواطِرِ


بِطَعنٍ كَوَلغِ الذِئبِ إِن زَعزَعَ القَنا


سَقاها شَآبيبَ الدِماءِ المَوائِرِ


أَفاضَ عَلى عَدنانَ فَضلَ وَقارِهِ


وَقَد مَسَّها طَيشُ السِهامِ الغَوائِرِ


فَبَوَّأَ أَوفاهُم يَداً قُلَّةَ العُلى


وَمَدَّ بِأَضباعِ الرِجالِ البَحاتِرِ


إِذا جَنَبوهُ لِلرِهانِ أَتوا بِهِ


جَواداً يُفَدّى شاؤُهُ بِاليَعافِرِ


يُغَطّي عَلى أَوضاحِها بِغُبارِهِ


وَيَخرُجُ سَهلاً مِن جُنوبِ الأَواعِرِ


إِذا ذَكَروهُ لِلخِلافَةِ لَم تَزَل


تَطَلَّعُ مِن شَوقٍ رِقابُ المَنابِرِ


لَعَلَّ زَماناً يَرتَقي دَرَجاتِها


بِأَروَعَ مِن آلِ النَبِيِّ عُراعِرِ


وَمَن لي بِيَومٍ أَبطَحِيٍّ سُرورُهُ


يُجَوِّلُ ما بَينَ الصَفا وَالمَشاعِرِ


فَها إِنَّ طَوقَ المُلكِ في عُنقِ ماجِدٍ


وَإِنَّ حُسامَ الحَقِّ في كَفِّ شاهِرِ


وَيارُبَّ قَومٍ ما اِستَعاضوا لِذِلَّةٍ


شَهيقَ العَوالي مِن حَنينِ المَزامِرِ


كُؤوسُهُمُ أَسيافُهُم وَخِضابُها


إِذا جَرَّدوها مِن دِماءِ المَعاصِرِ


رَضوا بِخَيالِ المَجدِ والشَخصُ عِندَه


وَما قيمَةُ الأَعراضِ عِندَ الجَواهِرِ


هُم تَبِعوهُ مُقصِرينَ وَرُبَّما


تَوَسَّدَتِ الأَظلافُ وَقعَ الحَوافِزِ


إِذا عَدَّدوا المَجدَ التَليدَ تَنَحَّلوا


عُلىً تَتَبَرّى مِن عُقودِ الخَناصِرِ


حَرِيّونَ إِلّا أَن تُهَزَّ رِماحُهُم


ضَنينونَ إِلّا بِالعُلى وَالمَفاخِرِ


هُمُ اِنتَحَلوا إِرثَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ


وَدَبّوا إِلى أَولادِهِ بِالفَواقِرِ


وَما زالَتِ الشَحناءُ بَينَ ضُلوعِهِم


تُرَبّي الأَماني في حُجورِ الأَعاصِرِ


إِلى أَن ثَنَوها دَعوَةً أُمَوِيَّةً


زَوَتها عَنِ الإِظهارِ أَيدي المَقادِرِ


وَلَو أَنَّ مِن آلِ النَبِيِّ مُقيمَها


لَعاجوا عَليهِ بِالعُهودِ الغَوادِرِ


فَما هَرَقوا في جَمعِها رِيَّ عامِلٍ


وَلا قَطَعوا في عَقدِها شِبعَ طائِرِ


وَقَد مَلَأوا مِنها الأَكُفَّ وَأَهلَها


فَما مَلَأوا مِنها لَحاظَ النَواظِرِ


فَراشوا لَهُم نَبلَ العَداوَةِ بَعدَما


بَرَوها وَكانَت قَبلُ غَيرَ طَوائِرِ


شَهِدتُ لَقَد أَدّى الخِلافَةَ سَيفُهُ


إِلى جانِبٍ مِن عَقوَةِ الدينِ عامِرِ


يُفَرِّقُ ما بَينَ الكُؤوسِ وَشَربِها


وَيَجمَعُ ما بَينَ الطُلى وَالبَواتِرِ


فَيَرفَعُ صَدرَ السَيفِ إِن حَطَّ كَأسَهُ


وَيَمري دِماءَ الهامِ إِن لَم يُعاقِرِ


وَيَنهَضُ مُشتاقاً إِلى مَصرَخِ القَنا


فَيَحسَبُ بُردي فاسِقِ السَيفِ طاهِرِ


مُعَظَّمُ حَيٍّ ما رَمَتهُ هَجيرَةٌ


فَقَعقَعَ في أَعراضِها بِالهَواجِرِ


وَلَمّا طَغَت عَيلانُ في عِشقِ غَيِّها


رَماها مِنَ الكَيدِ الوَحيِّ بِساحِرِ


رَماهُم مِنَ الرُمحِ الطَويلِ بِحالِبٍ


وَمِن شَفرَةِ العَضبِ الحُسامِ بِجازِرِ


وَأَضرَمَ ناراً فَاِستَرابوا بِضَوئِها


وَما هِيَ إِلّا لِلضُيوفِ السَوائِرِ


فَلَمّا تَراخَت في الضَلالِ ظُنونُهُم


تَراخى فَطارَت نارُهُ في العَشائِرِ


وَلَمّا أَروهُ نَفرَةَ العارِ خافَها


وَلو نَفَرَت أَرماحُهُم لَم تُحاذِرِ


فَأَرسَلَها شَعواءَ تَقدَحُ نارَها


عَلى جَنَباتِ الأَمعَزِ المُتَزاوِرِ


شَماطيطَ يُجرونَ الحَديدَ كَأَنَّما


مَشَينَ عَلى مَوجٍ مِنَ اليَمِّ زاخِرِ


عَليها مِنَ البيضِ العَوارِضِ فِتيَةٌ


خِضابٌ قَناّها مِن دِماءِ المَناحِرِ


مَفارِقُ لا يَعلو عَلَيها مُطاوِلٌ


غَداةَ وَغىً إِلا قِباُبَ المَغافِرِ


فَجاؤُوكَ وَالخَيلُ العِتاقُ طَلائِحٌ


تَضاءَلُ مِن عِبءِ الرِماحِ العَواثِرِ


وَما حَرَّكوها لِلطِعانِ كَأَنَّما


زِجاجُ قَناها عُلِّقَت بِالأَشاعِرِ


وَجارَت سِهامُ المَوتِ فيهِم وَإِنَّما


دَليلُ المَنايا في السِهامِ الجَوائِرِ


وَطَأتَهُمُ بِاللاّحِقِيّاتِ وَطأَةً


تُذَلِّلُ خَدَّ الجانِبِ المُتَصاغِرِ


فَأَزعَجتَ داراً مِنهُمُ مُطمَئِنَّةً


وَأَخلَيتَها مِن كُلِّ عافٍ وَسامِرِ


شَنَنتَ بِها الغاراتِ حَتّى تُرابُها


يَثورُ عَلى العاداتِ مِن غَيرِ حافِرِ


وَكُلُّ فَتاةٍ مِن نِزارٍ تَرَكتَها


تَريعُ إِلى ظِلِّ الرُبوعِ الدَواثِرِ


تُحَشَّشُ في أَذيالِها مُستَكينَةً


وَتَحطِبُ ذُلّاً في حِبالِ الغَدائِرِ


وَكُلُّ غُلامٍ مِنهُمُ شامَ سَيفَهُ


رَأى فيهِ وَجهَ الحَقِّ طَلقَ المَناظِرِ


وَلَمّا اِمتَطى ظَهراً مِنَ الغَيِّ كاسِياً


تَنَدَّمَ أَن أَعرى ظُهورَ البَصائِرِ


جَفَتهُ العُلى فَاِنسَلَّ مِن عُقُداتِها


وَما عَلِقَت أَعطافُهُ بِالمَآثِرِ


وَلَو لَم تُمَسَّحِ بِالأَمانِ رُؤوسُهُم


لَما أَنِسَت هاماتُهُم بِالغَفائِرِ


تَفَرَّت قُلوبُ القَومِ حَتّى تَهَتَّكَت


بِما اِستَتَرَت فيهِ بَناتُ السَرائِرِ


أَبا أَحمَدٍ ثِق بِالمَعالي فَإِنَّها


إِذا لَم تُرَع بِالبُخلِ غَيرُ غَوادِرِ


فَما مالُكَ المَدخورُ إِلا لِطالِبٍ


وَلا رَبعُكَ المَعمورُ إِلّا لِزائِرِ


وَلا تَطلُبا ثارَ الرِماحِ وَإِنَّما


دِماءُ المَعالي في رِقابِ الجرائِرِ


جَلَوتَ القَذى عَن مُقلَتَيَّ فَباشَرَت


صَنيعَكَ أَجفاني بِأَلحاظِ شاكِرِ


فَإِن هَزَّ يَوماً فَرعَ مُلكِكَ حاسِدٌ


فَإِنَّ المَعالي مُحكَماتُ الأَواصِرِ


هُوَ العودُ سَهلٌ لِلسَماحِ جَناتُهُ


وَلَكِن عَلى الأَعداءِ وَعرُ المَكاسِرِ


أَذَمَّ عَلى الأَيّامِ مِن كُلِّ حادِثٍ


وَحاطَ جَنابَ الدينِ مِن كُلِّ ذاعِرِ


وَضَمَّ شِفاهَ الوَحشِ حَتّى ظَنَنتُهُ


سَيَصدى صِقالاً في نُيوبِ القَساوِرِ


وَما زالَ يَسمو بِالمعالي كَأَنَّها


تَجُرُّ إِلَيهِ بِالنُجومِ الزَواهِرِ


لَهُ سابِقاتُ القَبلِ في كُلِّ أَوَّلٍ


مَضى وَبَقاءُ البُعدِ في كُلِّ آخِرِ


تَرَفَّعَ في العَلياءِ عَن وَصفِ مادِحٍ


وَرَفَّعتُ عَن مَدحِ المُلوكِ خَواطِري


فَما هُوَ لَولا ما أَقولُ بِسامِعٍ


وَلا أَنا لَولا ما يَمُنُّ بِشاعِرِ

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024