إن بحر الوجود بالإختلاج

ديوان عبد الغني النابلسي

إن بحر الوجود بالإختلاجِ

لم يزل مكثراً من الأمواجِ

واسمها الكائنات حساً وعقلاً

في نهار يضي وليل داجي

لا تظن الوجود زاد وهذا

غير أنواع زينة وابتهاج

عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق

بوجود في ظلمة كالسراج

عينته شؤونه وهي منه

وبها بعضه لبعض يناجي

عظم الأمر وهو باطن خلق

وهو عين الأفراد والأزواج

قف هنا عند وحدة الأمر واشهد

كثرة الخلق عين ما أنت راجي

واحد أظهر المراتب منه

في حساب الألوف للمحتاج

إن ترده في كل شيء تجده

واحداً ظاهراً بغير علاج

فانظر الرتبة التي هو فيها

ثم دعها وكنه بالإمتزاج

وليكن ظاهرا بما أنت فيه

ظاهر فهو مادح أو هاجي

وعليك الحكم الذي منه باد

لا عليه فهالكٌ أو ناجي

صور تارة نقول وطوراً

لمعات من نوره الوهاج

إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً

في كلامي ولم تقل باحتجاج

وإذا كنت جاهلاً فتوقى

حي ميت من هذه الأمواج

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات