إذا كان علم الناس ليس بنافع

ديوان أبو العلاء المعري

إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ

وَلا دافِعٍ فَالخُسرُ لِلعُلَماءِ

قَضى اللَهُ فينا بِالَّذي هُوَ كائِنٌ

فَتَمَّ وَضاعَت حِكمَةُ الحُكَماءِ

وَهَل يَأبَقُ الإِنسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ

فَيَخرُجَ مِن أَرضٍ لَهُ وَسَماءِ

سَنَتبَعُ آثارَ الَّذينَ تَحَمَّلوا

عَلى ساقَةٍ مِن أَعبُدٍ وَإِماءِ

لَقَد طالَ في هَذا الأَنامُ تَعَجُّبي

فَيا لِرَواءٍ قوبِلوا بِظِماءِ

أُرامي فَتُشويَ مَن أُعاديهِ أَسهُمي

وَما صافَ عَنّي سَهمُهُ بِرِماءِ

وَهَل أَعظُمٌ إِلّا غُصونٌ وَريقَةٌ

وَهَل ماؤُها إِلّا جَنِيُّ دِماءِ

وَقَد بانَ أَنَّ النَحسَ لَيسَ بِغافِلٍ

لَهُ عَمَلٌ في أَنجُمِ الفُهَماءِ

وَمَن كانَ ذا جودٍ وَلَيسَ بِمُكثِرٍ

فَلَيسَ بِمَحسوبٍ مِنَ الكُرَماءِ

نَهابُ أُموراً ثُمَّ نَركَبُ هَولُها

عَلى عَنَتٍ مِن صاغِرين قِماءِ

أَفيقوا أَفيقوا يا غُواةُ فَإِنَّما

دِيانَتَكُم مَكرٌ مِنَ القُدَماءِ

أَرادوا بِها جَمعَ الحُطامِ فَأَدرَكوا

وَبادوا وَماتَت سُنَّةُ اللُؤَماءِ

يَقولونَ إِنَّ الدَهرَ قَد حانَ مَوتُهُ

وَلَم يَبقَ في الأَيّامِ غَيرُ ذَماءِ

وَقَد كَذَبوا ما يَعرِفونَ اِنقِضاءَهُ

فَلا تَسمَعوا مِن كاذِبِ الزُعَماءِ

وَكَيفَ أُقَضّي ساعَةً بِمَسَرَّةٍ

وَأَعلَمُ أَنَّ المَوتَ مِن غُرَمائي

خُذوا حَذَراً مِن أَقرَبينَ وَجانِبٍ

وَلا تَذهَلوا عَن سيرَةِ الحُزماءِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات