Skip to main content
search

إذا ذكرت الذي بالذكر يحجبني

عنه ويحصره ذكراه في خلدي

الذكر باللفظِ عينُ الذكر منه بنا

فنحن نذكره في حالة الرصدِ

لولا تحوُّله في العينِ في صور

ما صحَّ ذكر على الوجهين من أحد

والذكر بالقلبِ ذكر لا حروفَ له

لأنه واحد من ساكني البلد

إني أرى نشأة الديهور قائمة

وهي التي خُلقت بالطبع في كَبَدِ

هو النزيه الذي لا شيء يشبهه

وإن تقيّد لي بالجسمِ والجسد

هو المقيد في الإطلاق صورته

فهو الكثير بكثر ليس عن عدد

لكنها نِسَبٌ والعين واحدة

هوية دُعيتْ بالواحد الصمد

ألفيت أسماءه الحسنى بحضرتنا

تسعاً وتسعين لم تنقصْ ولم تزد

فكلمتْ مائة فيها حقائقنا

وغبت فيه مغيب الشفع في الأحد

الحقُّ توحيدٌ ولكنه

كثره في بصري عينهْ

وعلة التكثير أحكامها

لأعيننا فكوننا كونه

لا كون للأعيان في ذاتها

وإنما الكونُ له بينه

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024