Skip to main content
search

أُقَلِّدُ وَجدي فَليُبَرهِن مُفَنِّدي

فَما أَضيَعَ البُرهانَ عِندَ المُقَلِّدِ

هَبوا نُصحَكُم شَمساً فَما عَينُ أَرمَدٍ

بِأَكرَهَ في مَرآهُ مِن عَينِ مُكمَدِ

غَزالٌ بَراهُ اللَهُ مِن مِسكَةٍ سَبى

بِها الحُسنُ مِنّا مُسكَةَ المُتَجَلِّدِ

وَأَلطَفَ فيها الصُّنعَ حَتّى أَعارَها

بَياضَ الضُحى في نِعمَةِ الغُصُنِ النَدي

وَأَبقى لِذاكَ المِسكِ في الخَدِّ نُقطَةً

عَلى أَصلِها في اللَونِ إيماءَ مُرشِدِ

وَإِنّي لِثَوبِ السُقمِ أَجدَرُ لابِسٍ

وَموسى لِثَوبِ الحُسنِ أَملَحُ مُرتَدِ

تَأَمَّل لَظى شَوقي وَموسى يَشُبُّهُ

تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ موقِدِ

دَعوهُ يُذِب نَفسي وَيَهجُر وَيَجتَهِد

تَرَوا كَيفَ يَعتَزُّ الجَمالُ وَيَعتَدي

إِذا ما رَنا شَزراً فَمِن لَحظِ أَحوَرٍ

وَإِن يَلوِ إِعراضاً فَصَفحَةُ أَغيَدِ

وَعَذَّبَ بالي نَعَّمَ اللَهُ بالَهُ

وَسَهَّدَني لا ذاقَ بَلوى التَسَهُّدِ

تَطلَّعَ وَاللاحي يَلومُ فَراعَني

وَكِدتُ وَقَد أَعذَرتُ يُسقَطُ في يَدي

وَنادَيتُ لا إِذ قالَ تَهوى وَإِنَّما

رَماني فَكانَت لا اِفتِتاحَ التَشَهُّدِ

وَيا طيبَ سُكرِ الحُبِّ لَولا جُنونُهُ

مَحا لَذَّةَ النَشوانِ سُخفُ المُعَربِدِ

شَكَوتُ مِزاجاً لِلطَبيبِ وَإِنَّما

طَبيبي سَقامٌ في لَواحِظِ مُبعِدي

فَقالَ عَلى التَأنيسِ طِبُّكَ حاضِرٌ

فَقُلتُ نَعَم لَو أَنَّهُ بَعضُ عُوَّدي

فَقالوا شَكا سوءَ المِزاجِ وَإِنَّما

بِهِ سوءُ بَختٍ في هَوى غَيرِ مُسعِدِ

بَكَيتُ فَقالَ الحُسنُ هَزلاً أَتَشتَري

بِماءِ جُفونٍ ماءَ ثَغرٍ مُنَضَّدِ

وَغَنَّيتُهُ شِعري بِهِ أَستَميلَهُ

فَأَبدى اِزدِراءً باِبنِ حُجرٍ وَمَعبَدِ

كَأَنّي بِصَرفِ البَينِ حانَ فَجادَ لي

بِأَحلى سَلامٍ مِنهُ أَفظَعُ مَشهَدِ

تَغَنَّمتُ مِنهُ السَيرَ خَلفي مُشَيِّعاً

فَأَنشَأتُ أَمشي مِثلَ مَشيِ المُقَيَّدِ

وَجاءَ لِتَوديعي فَقُلتُ اِتَّئِد فَقَد

مَشَت لَكَ نَفسي في الزَفيرِ المُصَعَّدِ

جَعَلتُ يَميني كَالنِطاق لِخَصرِهِ

وَصاغَت جُفوني حَليَ ذاكَ المُقَلَّدِ

وَجُدتُ بِذَوبِ التِبرِ فَوقَ مُوَرَّسٍ

وَضَنَّ بِذَوبِ الدُرِّ فَوقَ مُوَرَّدِ

وَمَسَّحَ أَجفاني بِطَرفِ بَنانِهِ

فَأَلَّفَ بَينَ المُزنِ وَالسَوسَنِ النَدي

أَيا عِلَّةَ العَقلِ الحَصيفِ وَصَبوَةَ ال

عَفيفِ وَغَبنَ الناسِكِ المُتَعَبِّدِ

رَعَيتُ لِحاظي في جَمالِكَ آمِناً

فَأَذهَلَني عَن مَصدَرٍ حُسنُ مَورِدِ

وَأَنَّ الهَوى في لَحظِ عَينِكَ كامِنٌ

كُمونَ المَنايا في الحُسامِ المُهَنَّدِ

أَظَلُّ وَيَومي فيكَ هَجرٌ وَوَحشَةٌ

وَيَومي بِحَمدِ اللَهِ أَحسَنُ مِن غَدي

وِصالُكَ أَشهى مِن مُعاوَدَةِ الصِبا

وَأَطيَبُ مِن عَيشِ الزَمانِ المُمَهَّدِ

عَلَيكَ فَطَمتُ العَينَ عَن لَذَّةِ الكَرى

وَأَخرَجتُ قَلبي طَيِّبَ النَفسِ عَن يَدي

ابن سهل الأندلسي

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024