أعريب ذاك الحي من يبرين

ديوان ابن مليك الحموي

أعريب ذاك الحي من يبرين

عطفا لعل هواكم يبريني

لا تحسبوا مطرا تعاهد حيكم

ما ذاك الا من سحاب جفون

يا ويح عمري قد تصرم وانقضى

مني وما منكم قضيت ديوني

قلبي رهين عندكم فبحقكم

الا سمحتم لي برد رهوني

ما لي وما لعواذلي في حبكم

كم بالسلو وبالنوى يرموني

بالله لا تصغوا لقول عواذلي

فيكم فقصد عواذلي تلويني

يا قاتل الله العواذل انهم

باللوم في تحذيرهم يغروني

او كيف اسلوا او اروم تعوجاً

وانا على اقوى واقوم دين

وحياتكم اني فقير هواكم

واليكم ذلا بسطت يميني

انا فيكم مضنى فعودوني وان

عز اللقا بوصالكم فعدوني

اولا هبوا جفني الرقاد لعلني

اغفو وعائد طيفكم يأتيني

او كيف بطرقني الخيال ومقلتي

ترعى السها والسهد ملء عيوني

ان كان قتلي بالصدود رضاكم

فجميع ما يرضيكم يرضيني

هامهجتي قد بعتكم لا ادعي

بالبيع فيه صفقة المغبون

انا في الغرام اخو جميل بثينة

طورا وآونة اخو المجنون

يا للرجال لعل راقي حبكم

في الحب من هذا الهوى يشفيني

فلقد فتنت بفاتر الاجفان لا

يحنو عليّ وبالفتور فتوني

قلبي الجوانح لم يزل مع انه

عنه الغصون روت حديث اللين

ياذا السنا كالبدر الا أنه

احلى وابدع منه في التكوين

ساق يطوف بكأسه فيديره

شمسا تجلت عن صباح جبين

نشوان من خمر الصبا وجناته

قد اطعلت وردا على نسرين

يغنيك مشرفه وريقة ثغره

عن كأسه وسلافة الزرجون

عذب اللمى يفتر عن در به

جادت لنا أيدي محب الدين

مولى اذا سحت سحائب جوده

حدث وقل ما شئت عن سيحون

هو فاضل العصر الذي في مصره

انشاء قهوة لفظه تنشيني

افديه محمود السجايا وصفه

كالحسن لم يحتج الى تحسين

قطب المعالي والمعاني لفظه

يغني عن الافصاح والتبيين

والى سما العلياء طفلا قد سما

وسما على الاقران في العشرين

ما زال يوليني الندى حتى به

احسنت ظني ف الرجا وبقيني

وبليل فقري ما ضللت اذا دجى

الا وصبح نواله يهديني

قسما لقد جادت عليّ يمينه

كرما وبرث بالعطاء يميني

فيمينه تروي المكارم عن عطا

ويساره تروى عن ابن معين

صعب على الاعداء الا انه

سهل لكل مسالم وحزين

طرزت مدحي في البديع بوصفه

وبه حلا في نظمه تفنيني

وربت فيه كل معنى راق لي

واتيت بالمقصود في المضمون

والله لولا مدحه ما كان لي

ارب بتورية ولا تضمين

يا ايها المولى الذي من أجله

لم يخش من فقر وريب منون

خذها قصيدا قد تحلى نظمها

بالجوهر المكنون في المكنون

واستجلها نونية اضحت على

وجه الطروس كحاجب مقرون

لحنت مدحك في معاني وصفها

واعجب له من معرب ملحون

فاضمم اليك جناحها وأمر فقد

وافت بطائر سعدك الميمون

واليك خذها اليوم دعوة مخلص

فلسان شكري فاه بالتأمين

واعطف علي ولو بادني بسطة

فمن الغمام رشاشة ترويني

ولشقوتي اصبحت صفر الكف كالمم

نوع من صرف عن التنوين

ما زلت في شرف وسعد مقبل

وعلاك في عز وفي تمكين

ما غنت الورقا على عود وما

أغنت بمعربها عن التلحين

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن مليك الحموي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات