Skip to main content
search

أطلق دموعك إن القلب معذور

وإنه بيد الأحزان مأسور

وخلّ عينيك يهمي من مدامِعها

دُرٌّ على كاتب الإنشاء منثور

يسوءني ويسوء الناس أجمع يا

بيت البلاغة إن البيت مكسور

فيكلِّ يوم برغمي عن منازلكم

ينأى ويذهب محمود ومشكور

خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعْترضت

أيدي الردَى فزمان الأنس ديجور

آهاً لمنظر شمس لا يدوم له

بالسعي في فلك العلياء تيسير

كانت تفتح نورَ اللفظ فكرته

حتَّى استجنَّ فلا نورٌ ولا نور

مطهّر الذات مطويًّا على كرمٍ

ينسي عهودَ الغوادِي وهو مذكور

لهفي عليهِ لودٍّ لا يغيره

رفعُ المحلّ وللسادات تغيير

لهفي عليه لجودٍ لا تكدّره

قضيةٌ ولبعض الجود تكدير

لهفي عليه لأخلاقٍ مهذَّبةٍ

سعي الثناءُ بها والأجر مبرور

لهفي عليه لأقلامٍ ثوتْ ولها

يمنٌ على صفحاتِ الملك مشهور

تواضعٌ لاسْمهِ منه ازدياد علىً

وفي التكبُّر للأسماءِ تصغير

وهمَّةٌ بين خدَّام العلى نشأت

فاللفظ والعرض ريحان وكافور

لا عيبَ فيه سوى فكرٍ عوائده

للحمدِ رقٌّ وللألفاظ تحرير

حتَّى إذا لاح مرفوعاً مدائده

وراحَ ذيل علاهُ وهو مجرور

تخيَّرته أكفّ الموت عارفةٌ

بنقدِه وتنقته المقادير

ما أعجب الدهر في حالي تقلّبه

وصلٌ وصدٌّ وتعريفٌ وتنكير

كأنما نحنُ والأوقات في حلمٍ

مخيل وكأن الموت تعبير

بين الفتى راتعٌ في الأمنِ إذ برزتْ

من المنون له غلبٌ مغاوير

والمرء في الأصلِ فخارٌ ولا عجب

إن راحَ وهو بكفِّ الدهر مكسور

جادتْ ضريحك شمس الدِّين سحب ندى

يمسي صداك لديها وهو مسرور

إن يمس شخصك مطوياً بملحدِه

فإن ذكرك بالإحسانِ منشور

أو يغد بيتك يشكو للزمان وغىً

فإنه ببقاء السيف منصور

ابن نباتة

ابن نباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، كان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024