أراكَ في الماضي…

ماذا لو؟

بعد كُلِّ تلكَ السنينِ تعود؟

أهوَ المنفى الَّذي صَيَّرَكَ بهذا البُرود؟

أراكَ في الماضي

صورةً ضبابيةً كتلكَ التي في

البوماتِ أُمِّي…

فأحِنُّ، يا ألَمًا لا يُؤلِم

متى تنوي الرِّجوع؟

تدورُ الأفصُلُ

والأيَّامُ

والسَّنوات…

لكنَّ رائِحَةَ عودتِكَ ما زالَت غائبة!

كما قُلتُ لَكْ:

أراكَ دومًا في الماضي

فأتوهُ بين طَيِّ الذِّكرياتِ: ذِكرىً

مُثيرَةٍ للشَفَقة…

يا ذِكرىً ستظلُّ عنوانَ حكاياتي

يا دليلي الوحيد على وجودي

يا شعورًا أتحسسهُ بوجَعٍ كرجوعيَ إلى البيت، لكن لا أثَرَ لِأُمِّي.

فمتى تعود؟

ولماذا أنتَ في الماضي؟

أتُراكَ أحبَبتَ أن تكونَ منسيًّا

مِثلَ ذكرى بعيدة عن حبيبةٍ مجهولة؟

يا عَبَثي، وليسَ لي في مكانٍ آخَرَ

موطِأً لأُرتِّبَ بين خُذلانِ ذكرياتِهِ فوضاي.

أراكَ في الماضي

مِثلَ أُغنيَةٍ قديمة تكاثَرَ عليها التُّراب

وعندما اقتربتُ منها، وجدتُ التُّرابَ يُراقِصُ نَفسَهُ

ألَمًا…

أراكَ…

مِثلَ طِفلٍ لديهِ من العُمرِ ثلاثينَ سنَة

وهو يُطالِعُ أُمَّهُ على فِراشِ الموت…

يا تُرابَ آدَم

يا مَن خُلِقَت من ذَرَّاتِهِ البَشَريّة

أتُراكَ تعلَمُ أنَّني ومن دونِ اكتراثٍ بِتُّ أتعاطاكِ صباحًا ومساءً كمَرَضٍ مُزمِن؟

يا ألَمي

مَتى تعود؟

أتُرى أعجَبَتكَ قصائِدي؟

وأتُراكَ التمَستَ ليَ العُذر؛ لأنَّني تجاهلتُ الوَرَق، وبِتُّ اكتُبُ لكَ ألَمي في كُلِّ مَرَّةٍ على قِطعَةٍ من جَسَدي؟

يا بقايا قَلبي

تجمَّعي، وتراصِّي، واكتُبي بدمائِكِ اسمَ العِراق.

١٢/١٠/٢٠٢٣

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات