Skip to main content
search

هَل رَسمُ دارِسَةِ المَقامِ يَبابِ

مُتَكَلِّمٌ لِمُسائِلٍ بِجَوابِ

قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ رُسومَهُ

وَهُبوبُ كُلِّ مُطِلَّةٍ مِربابِ

وَلَقَد رَأَيتُ بِها الحُلولِ يَزينُهُم

بيضُ الوُجوهِ ثَواقِبُ الأَحسابِ

فَدَعِ الدِيارَ وَذِكرَ كُلِّ خَريدَةٍ

بَيضاءَ آنِسَةِ الحَديثِ كَعابِ

وَاِشكُ الهُمومَ إِلى الإِلَهِ وَما تَرى

مِن مَعشَرٍ مُتَأَلِّبينَ غِضابِ

أَمّوا بِغَزوِهِمِ الرَسولَ وَأَلَّبوا

أَهلَ القُرى وَبَوادِيَ الأَعرابِ

جَيشٌ عُيَينَةُ وَاِبنُ حَربٍ فيهِمِ

مُتَخَمِّطينَ بِحَلبَةِ الأَحزابِ

حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَجَوا

قَتلَ النَبِيِّ وَمَغنَمَ الأَسلابِ

وَغَدَوا عَلَينا قادِرينَ بِأَيدِهِم

رُدّوا بِغَيظِهِمِ عَلى الأَعقابِ

بِهُبوبِ مُعصِفَةٍ تُفَرِّقُ جَمعَهُم

وَجُنودِ رَبِّكَ سَيِّدَ الأَربابِ

وَكَفى الإِلَهُ المُؤمِنينَ قِتالَهُم

وَأَثابَهُم في الأَجرِ خَيرَ ثَوابِ

مِن بَعدِ ما قَنِطوا فَفَرَّجَ عَنهُمُ

تَنزيلُ نَصِّ مَليكِنا الوَهّابِ

وَأَقَرَّ عَينَ مُحَمَّدٍ وَصِحابِهِ

وَأَذَلَّ كُلَّ مُكَذِّبٍ مُرتابِ

مُستَشعِرٍ لِلكُفرِ دونَ ثِيابِهِ

وَالكُفرُ لَيسَ بِطاهِرِ الأَثوابِ

عَلِقَ الشَقاءُ بِقَلبِهِ فَأَرانَهُ

في الكُفرِ آخِرَ هَذِهِ الأَحقابِ

حسان بن ثابت

حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد. الصحابي، شاعر النبيّ (ص) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية، ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة. واشتهرت مدائحه في الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الإسلام، وعيى قبيل وفاته.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024