Skip to main content
search

قال عبد الملك ابن مروان يوماً لجلسائه: أخبروني عن أشجع الناس، قالوا: في الشعر يا أمير المؤمنين، فقال نعم، فقال رجل: عمرو بن الإطنابة، فقال عبد الملك: كيف يكون وهو الذي يقول:

أبت لي عفتي وأبى بلائي

وأخذي الحمد بالثمن الربيح

وإعطائي على المكروه مالي

وضربي هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشأت وجاشت

مكانك تحمدي أو تستريحي

قال قائل يا أمير المؤمنين عمرو بن معد كرب، قال عبد الملك كيف يكون وهو الذي يقول:

ولما رأيت الخيل زوراً كأنها

جداول زرع أرسلت فاسبطرت

فجاشت إلى النفس أول مرة

وردت على مكروهها فاستقرت

قال قائل يا أمير المؤمنين عامر بن الطفيل، قال عبد الملك كيف يكون هو الذي يقول:

وقد علموا أني أكر عليهم

عشية فيف الريح كر المدورِ

وما رمت حتى بل صدري ونحره

نجيع كهداب الدمقس المَسَيِّرِ

أقول لنفس لا تجاد بمثلها

أقلى مراجاً أنني غير مدبر

قالوا فمن أشجع، قال عباس بن مرداس السلمي، وقيس بن الخطيم الأنصاري ورجل من مزينة، قالوا وكيف ذاك يا أمير المؤمنين، قال: أما عباس بن مرداس فقال:

أنا الرجل الذي حدثت عنه

إذا الخفرات لم تستر براها

أشد على الكتيبة لا أبالي

أحتفي كان فيها أم سواها

ولي نفس تتوق إلى المعالي

ستتلف أو أبلغها مناها

وأما قيس فقال:

وكنت امرأًً لا أسمع الدهر سُبَّة

أسب بها إلا كشفت غطاءها

وإني لدى الحرب الضروس موكل

بإقدام نفس لا أريد بقائها

وأما فارس مزينة فقال:

دعوت بني قحافة فاستجابوا

فقلت رِدوا فقد طاب الورود

دعوت إلى المصاع فجاوبوني

بورد ما ينهنهه المزيد

كأن غمامة برقت عليهم

من الأصياف ترجسها الرعود

عزمت على إقامة ذي صباح

لأمر ما يسود من يسود

عالم الأدب

موقع متخصص بالأدب بكافة مجالاته من شعر ولغة واقتباسات ونثر، جديدها و قديمها. نقدمها للقارئ بصورة فنية جميلة، نهدف لإعادة إحياء الأدب القديم بصورة جديدة.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024