Skip to main content
search

كَيفَ أُصغي لِلعاذِلَين

مَعَ صَبري لِلعاذِلَين

إِنَّ خَصمي لَدى الشَجى

في هَواهُ قَلبٌ وَعَين

أَنا في الحُبِّ صادِقٌ

أَنا صَبٌّ بِشاهِدَين

فَإِذا رُمتُ سَلوَةً

حيلَ ما بَينَنا بِذَين

وَأَنا كاِبنِ هانِىءٍ

في الصِبا حِلفُ سَكرَتَين

قامَ عُذري بِحُسنِ مَن

هِمتُ فيهِ مِن غَيرِ مَين

بَدرِ تِمٍّ مُرَكَّب

في قَضيبٍ مِنَ اللُجَين

وَجهُهُ الرَوضُ وَالحَيا

مِنهُ مَعسولُ ريقَتَين

حُسنُ رَيحانَتَيهِ قَد

زادَ ضِعفاً بِالجَنَتَين

لَو حَباني مِن ريقِهِ

كانَ تِرياقَ عَقرَبَين

زَيَّنَ اللَهُ خَدَّهُ

لِعَذابي بِشامَتَين

ذاكَ كَيما يَفوزَ مِن

شيمَةِ الحُسنِ بِاِثنَتَين

كانَ فَرداً لِأَجلِ ذا

مَلَكَ الحُسنُ مَرَّتَين

فَلِكُلٍّ عَلامَةٌ

وَهوَ يَحوي عَلامَتَين

كَيفَ أَخشى اِشتِراكَهُ

وَهوَ قَد حازَ رَقَّتَين

لا يَرى الشَيءَ مُشكِلاً

وَهوَ يَقرا لِبَينَتَين

وَدَليلي عَلى الَّذي

قُلتُهُ ذو الوَزارَتَين

لَفظَةٌ لا تَرى لَها

في الأَنامِ مُسَمَّيَين

فَهوَ يَختَصُّ واحِداً

لَيسَ إِلّا بِالعَدوَتَين

سَيِّداً مِن قُضاعَةَ

خَيرَ سامٍ مِن سَيِّدَين

أَخَذَ الجودَ وَالعُلا

شَخصُهُ بِالوِراثَتَين

مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ

فَهوَ حُسنٌ ذو حُسنَيَين

مِثلُ بَسارينَ في

أَساليفِ النَيرَين

لَو بَغى المَجدَ فَوقَهُ

أَصبَحا فيهِ فَرقَدَين

إِنَّني مُقسِمٌ بِهِ

وَالمُصَلّى وَالمَأزَمَين

لا يُوازيهِ في العُلا

وَبِهِ القَضِيَّتَين

موَئِلي يا أَبا عَلِيٍّ

يا رَجائي مِن كُلِّ أَين

قَد كَفاني ما حَلَّ بي

مِن خُمولٍ وَفرِطِ بَين

وَاِطِّراحي لِكُلِّ دَينٍ

وَأَخذي لِكُلِّ دَين

لا تَدَعني بَعدَ الجَفا

أَتَمَنّى خُفَّي حُنَين

أَنتَ تَدري سَريرَتي

دونَ شَكٍّ بِاِسمٍ وَعَين

وَشَهيدي في كُلِّ ما

أَدَّعيهِ فَتى رُعَين

ابن سهل الأندلسي

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024