Skip to main content
search

قرأتُ في وجهك عنوانا

آذَنني بالغَدْرِ إيذانا

تاللَّه أنْسَى ما ذكرتُ الصِّبى

بل ما ذكرتُ اللَّه لهفانا

يوم التقينا فتجهَّمتني

تجهُّم المديونِ دَيَّانا

وكيف أنسى ذاك مستيقظاً

ولست أنسى ذاك وسنانا

طلعتُ من بُعد فأوهمتني

أنك قد عاينت شيطانا

لاقيتَني ساعة لاقيتني

أثقلَ خلق اللَّه أجفانا

كأنما كنتَ تضمَّنت لي

رد شبابي كالذي كانا

أو طمَّ بحر الصين في طرفةٍ

أو كَسْحَ أَرونْدَ وثهلانا

أو كل ما لم يستطع فعله

عيسى ولا موسى بن عمرانا

يا حَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ

فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا

أنت مَلُول حائلٌ عَهْدُه

تصبغُك الساعات ألوانا

تَصْرمُ ذا الوصل وتُضْحِى إلى

من يجتوي وصلَك ظمآنا

حتى إذا واصلَ صارمْتَه

أو سُمْتَه صدّاً وهجرانا

وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنةٍ

فظّاً وتستخشن من لانا

وتعقِدُ الوعدَ فإنجازُه

خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا

حتى إذا أنجزتَهُ مرة

مَنَنْتَهُ سراً وإعلانا

وما أحبُّ الواعدي مُخلفاً

كَلّا ولا الممتنَّ مَنّانا

حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ

نفسيَ لا تألف إنسانا

أهنتني جداً فأعززتني

رُبَّ امرىءٍ عَزَّ بأن هانا

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024