Skip to main content
search

أَرِقْتُ لبرقٍ لاح عنِّي وميضُه

وإنسانُ عيني في صَرَى الدمعِ سابحُ

وما لاحَ لي إلّا وبينَ جوانِحي

جوَىً مثلُ سِرِّ الزَنْدِ أوراهُ قادِحُ

فيا لكَ من شوقٍ أروضُ جِماحَهُ

ويأبَى سِوى عضِّ الشكيمِ الجوامحُ

وعازبِ أشجانٍ أُريحَ على الحَشَا

ولو كان مالاً ضاقَ عنه المسارحُ

وكم حَنَّةٍ لي نحوَ نَجْدٍ وأنَّةٍ

كما حَنَّ مرقوعُ الأظلَّينِ رازِحُ

أألْوِي حيازيمي إِذا ما ترنَّمتْ

على عَذَباتِ الأيكِ وُرْقٌ صَوادحُ

وأمسحُ عيني وهي تَحْفِزُ أدمعي

وكيف رُقوءُ الدمعِ والقلبُ طافحُ

وعاذلةٍ هَبَّتْ ترومُ نصيحتِي

وأعوزُ شيءٍ ما يروم النَّواصحُ

تقولُ ألا يصحُو فؤادُك بعدما

تردَّتْ بأفوافِ المشيبِ المسابحُ

فقلتُ دعيني والهَوى فجوانحِي

إليهِ على طولِ العَنَاءِ جوانحُ

ولا تذكري نَجْداً وطِيبَ هوائِهِ

وقد ضَاعَ وَهْنَاً رنْدُهُ المتفاوِحُ

فبِي طَرَبٌ لو أنَّ بالعِيسِ مثلَهُ

أطار البُرى أنضاؤُهنَّ الطلايحُ

وبي شَجَنٌ لو كنتُ ممَّنْ يُذيعُهُ

قليلاً لسالتْ بالشُّجونِ الأباطِحُ

وفي الجيرة الأدنَيْنَ هِيْفٌ خصُورُها

ثقيلاتُ ما تحتَ الخُصورِ رواجحُ

برزنَ بألحاظِ العيون نواشِبَاً

وهنّ لأطرافِ المروطِ روامحُ

جلونَ شفوفاً عن شُنوف ونَقَّبتْ

براقعَها تلك العيونُ اللوامحُ

فلم يملِكِ العينَ الطموحَ مُجاهرٌ

بفِسْقٍ ولا النفسَ النقيةَ صالحُ

ولا غَروَ أن يرتاحَ للصيدِ قانِصٌ

إِذا عَنَّ ظبيٌ بالصَّريمةِ جانِحُ

الطغرائي

العميد فخر الكتاب مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي الكناني المعروف بالطغرائي (455 - 513 هـ/ 1061 - 1121م) شاعر، وأديب، ووزير، وكيميائي، من أشهر قصائدة لامية العجم.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024