Skip to main content
search

هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم

أَيّامَ وَسمي بالتَّصابي وسيم

وعلِّلاني بنسيم الصبا

إِن كانَ يستشفي عليلاً سَقيم

لِلَّه أَيّامي بسفح اللِوى

إِذ كنتُ الهوى في ظِلال النَعيم

بانَت فَبانَ الصَبرُ من بعدها

فمدمعي غادٍ وحزني مُقيم

وَشادن غِرٍّ بأَمر الهوى

قَريب عَهدٍ جيدُه بالتَميم

يَرتع لهواً في نَعيم الصِبا

وَعاشقوه في العذاب الأَليم

العَينُ تَرعى منه في جنَّةٍ

وَالقَلبُ من إِعراضه في جَحيم

إذا بَدا في شعره خلتَه

شَمسَ الضُحى في جُنح ليل بَهيم

أَرعى له العهدَ وكم لَيلةٍ

حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَديم

فَلَيتَني إذ لَم يزُرني سوى

خَياله من بعضِ أَهل الرَقيم

وَلائمٍ لامَ على حبِّه

جهلاً بأَهل الحُبِّ وهو المُليم

يَرومُ منّي الغدرَ فيه وَما

ذمامُ عَهدي في الهوى بالذَميم

صُمَّ صَدى العاذِلِ في حُبِّ من

أَسكنتهُ من مُهجَتي في الصَميم

فَلَيتَ شعري هَل دَرى من به

قَد هامَ واِستَسلَم قَلبي السَليم

أَنّيَ أَصبَحتُ به شاعِراً

أَنظم فيه كلَّ عِقدٍ نَظيم

لكنِّني لَستُ وإن ظُنَّ بي

بِشاعِرٍ في كُلِّ وادٍ أَهيم

وَنَفحَةٍ هَبَّت لنا موهِناً

يا حبَّذا نفحة ذاك النَسيم

مرَّت بأَكنافِ رُبى حاجِرٍ

فأَرَّجت أرجاءَها بالشَميم

تَروي حديثَ الحُبِّ لي مُسنداً

عَن رامَةٍ عَن ريم ذاك الصَريم

باللّه خبّر يا نَسيمَ الصَبا

كَيفَ اللِوى بعدي وكيف الغَميم

هَل خفرَ العَهدَ أُهيلُ الحِمى

بعديَ أَم يَرعون عَهدي القَديم

ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن معصوم: عالم بالأدب والشعر والتراجم. شيرازي الأصل. ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024