Skip to main content
search

يا أَيُّها المَولى الَّذي

يَدُهُ لِسائِلِهِ غَمامَه

وَأَخا شَمائِلَ أَصبَحَت

كَالماءِ يُمزَجُ بِالمُدامَه

في كَفِّهِ قَلَمٌ لَهُ

فاقَ الصَوارِمَ في الصَرامَه

مِن كُلِّ أَبيَضَ قاضِبٍ

كَالبَرقِ يَفلِقُ كُلَّ هامَه

ما المُلكُ إِلّا لِلعُلا

بَيتٌ وَأَنتَ لَهُ دِعامَه

فَوُقيتَ لي صَرفَ الرَدى

وَبَقيتَ ما ناحَت حَمامَه

وَسَمِعتَ كُلَّ بَديعَةٍ

كَالنَورِ تُسلِمُهُ الكِمامَه

مِن كُلِّ قافِيَةٍ تَظَل

لُ كَأَنَّها لِلعِرضِ لامَه

يا مَن إِذا سُئِلَ النَدى

لَم يُصغِ فيهِ إِلى مَلامَه

وَإِذا اِشتَرى بِالمالِ حُس

نَ الذِكرِ لَم يَرَهُ غَرامَه

لَم تَعتَرِضكَ وَقَد قَصَد

تُكَ دونَ حاجاتي سَآمَه

في سَفرَةٍ سَفَرَت لَدَي

كَ عَنِ الغَنيمَةِ وَالسَلامَه

حَتّى قَضَيتُ مَآرِبي

في ظِلِّ أَروَعَ ذي شَهامَه

كُتُبٌ وَأَمثِلَةٌ تُنا

لُ بِها الجَلالَةُ وَالفَخامَه

وَمَقاصِدٌأُخَرٌ نَهَض

تَ بِهِنَّ مَحمودَ المَقامَه

لَم يَبقَ مِنها كُلِّها

إِلّا العَلامَةُ وَالعِمامَه

وَهُما إِذا ما اِستَجمَعا

أَقصى النِهايَةِ في الكَرامَه

فَاِجمَعهُما كَرَماً فَإِن

لَم يَتَّفِق فَدَعِ العَلامَه

الأرجاني

ناصح الدين الأرجاني، واسمه الكامل ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين القاضي الأرجاني. ولد في التخوم الشرقية من مدينة أرجان في عام 460 هجرية – 1068 ميلادية، يتميز شعر القاضي الأرجاني بطول نفس و بلطف عبارة وكان غواصاً في المعاني كامل الأوصاف. إذا ظفر على المعنى يستوعبه كاملا و لا يدع فيه لمن بعده فضلاً لذا جاءت قصائده أغلبها طويلة. فقد ابدع في اللفظ والمعنى وأجاد وقد جمعهما بمقدرة وتمكن وقيل انه كان ينظم كل يوم ثمانية أبيات شعرية على الدوام.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024