Skip to main content
search

عهدي يا جفان من اهواه منكسره

فكيف أضحت على العشاق منتصره

إن العيون وقاك الله نظرتها

يفعلن في اللب ما لا تفعل السحره

يا للهوى من مجيري من هوى رشأ

أسياف أجفانه بالفتك مشتهره

ما شمت بارق ثغر من ثنيته

إلا وأجريت من دمعي له مطره

محجب بالقنا كم من قتيل هوى

قضى وبالوصل منه ما قضى وطره

قد صاغه الله من غصن ومن قمر

لخلقه فتنة سبحان من فطره

لو لم يكن خده ماء الحياة به

ما كان عارضه ابدى لنا خضره

ساق يطوف بها خمراء صافية

من ورد خديه ام من فيه معتصره

ومن ذوائبه ليلا ابان لنا

ومن محياه قد ابدى لنا قمره

نشوان يختال من فرط الدلال وقد

رقت وراقت معاني حسنه النضره

حلو الفكاهة ابدى قده غصنا

ومن محاسنه ابدى لنا ثمره

من فرقه وثناياه ومبسمه

شهر الوصال لقد ابدى لنا غرره

تكاد تنقد من لين معاطفه

واللمس يؤلمه من رقة البشره

وخصره كاد ان يخفى لرقته

كأنما هو من حالي قد اختصره

وشعره لا تسل عنه سوى مقلي

فليس يدري الدجا الا الذي سهره

لم انس اذ زارني خنح الدجا حذرا

من الوشاة وليل الشعر قد ستره

وماس يسحب اذيال الشباب وقد

تضوع الروض من انفاسه العطره

والليل داج وعين النجم فيه لنا

ترعى الى ان قضينا بالمنى سحره

وادهم الليل ولى وهو منهزم

واشقر الصبح يقفو خلفه اثره

والشمس في الاكوان قد بزغت

للشرب حتى بدت في الشرق منتشره

والورق غنت على عيدانها طربا

لما لها جس عواد الهوى وتره

والسحب قد اقبلت والزهر قد ضحكت

ثغوره ودموع الطل منحدره

والارض اهدت لنا درا ذخائرنا

منظما ونسيم الروض قد نثره

ومطرب القوم احيا البسط حين به

ابدى السرور ومنه ما انطوى نشره

والعيش صاف وانواع الكمال غدت

بالسيد الماجد المفضال مفتخره

فهو الحسيب النسيب الاريجي اخو

العلياء وابن الكرام السادة البروه

مولى مواهبه لم تنحصر وبه

كل المحاسن والاوصاف منحصره

اليه يسند مرفوعا حديث عطا

يروي لنا بشره عن نافع خبره

هذا الذي ما اتاه طالب صلة

الا وعائده بالجود قد غمره

فكيف سبعا يقولون البحور غدت

ومن يديه نراها ابحرا عشره

هباته ليس يطوى ذكرها ابدا

وكيف لا وهي في الآفاق منتشره

فقل لمن يشتكي ربب الزمان ومن

دهر الضر به نبه لها عمره

يا واحد العصر يا كهف النوال ومن

بالحمد يثني عليه كل من نظره

خذها قصيدا تردت بالحياء وقد

اتت اليك عن التأخير معتذره

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024