Skip to main content
search

نقل الغرام حديث دمعي مرسلا

وحكاه عن جفني القريح مسلسلا

وروى النسيم حديث ذياك الحمى

وسألت منه متى اللقا فتعللا

يا ليته لي كان حملا طيبا

وشذا حماه إل المشوق تحملا

ارض اذا الوسمي باكرها ربت

وشممت منها عنبرا وقرنفلا

واذا غريب الدار حل بها غدا

من اهلها في رفعة وتأهلا

وبها منازله فليس يشوقه

من بعدها ذكرى حبيب لا ولا

بلد بها طفلا نشأت ولم ازل

ابدا على ابياتها متطفلا

في ذكر عاصيها يروق اذا جرى

ويزيد في الدولاب فيه تغزلا

لله ما احلاه دولابا لقد

ابدى لنا دورا به وتسلسلا

سقيا لهاتيك النواعير التي

في كل روض قد ارتنا جدولا

واها لايام لنا مرت بها

من بعدها والله عيشي ما حلا

قسما بما قضيت بين شطوطها

لا ملت يوما عن شريعتها إلى

كلا ولا من بعد كوثر مائها

يشتاق قلبي في الموارد منهلا

لولا بقاياه وحقك في فمي

ما قلت شعرا بعدها وترسلا

يا ساكني مغنى حماة نعمتم

وليهنكم دار السعادة منزلا

لا تحسبوا عنكم تبدل في الهوى

قلبي وحاشا ان اقول تبدلا

او غبتم عن ناظري فخيالكم

ابدا بقلبي لا يزال مخيلا

لكن عليّ الدهر اخنى واعتدى

ظلما وبالغ في البعاد وطولا

وشربت كأس البين منه منزعا

صبرا لعل الدهر ان ينتقلا

ما ضر لو جاد الزمان بها كما

قد كنت قبل اليوم فيها اولا

وعلى اليسير جعلت ما ملكت يدي

عند التلاقي مجملا ومفصلا

والعين كنت لها بذلت دماءها

ذهبا جرى وعلى الخدود تسلسلا

وارى الربوع المشرقات وبدرها

وبها جلال الدين مشكاة العلا

قاضي القضاة وواحد العصر الذي

كم غامض ابدى وأوضح مشكلا

نجل الكرام الطيبين ومن حوى

نسبا ومجدا عاليا ومؤثلا

بحر سريع الجود الا انه

طابت مصادره ومورده حلا

لا عيب فيه غير ان يمينه

تولي النوال سجية وتفضلا

واذا اتى يوما اليه سائل

ابدى سرورا وجهه وتهللا

اوفى واوفر في الندى من حاتم

جودا وفي الامثال اضحى امثلا

واذا تلا وعظ فقسٌ فصاحة

وتراه من سحابن ابلغ مقولا

ان قلت ليث فهو اعظم سطوة

او قلت غيث فهو منه اجزلا

ايامه اضحت ربيا كلها

فلذاك طاب زمانها وتعدلا

هو روضة العليا وبهجة دوحها

لمن اجتنى روض المعالي واجتلى

نالت به آل النصيبي رفعة

وسمت به شرفا إلى درج العلا

مولاي دعوة تخلص وافى بها

يرجو ويسأل ان تجاب وتقبلا

فلقد جنى دهري علي وخانني

يا ليته مما جناه تنصلا

وأضر بي مر السؤال وقبله

قد كان حالي حاليا فتعطلا

وغدوت من بعد الموالي لا ارى

بيضا ولا صفرا لديّ ولا ولا

فامدد إلى نحوي يمينا طالما

جادت علي تفضلا وتطولا

فلعل صبح نداح تشرق شمسه

وارى ظلام الفقر ولى وانجلى

لا زال ذكرك بالمحامد نشره

مسكا يضوع لنا شذاه ومندلا

وإلى سما العلياء ترقى صاعدا

والضد يهبط نازلا يهوي إلى

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024