Skip to main content
search

لا تسألوا في الحبّ عن شاني

فقد كفى تعبير أجفاني

هويت من طلعته روضة

ففاضت العين بغدران

غصن من البان إذا ما انثنى

أبصرت فيه ألف بستان

أشبهت في حبيه ورق الحمى

فكلنا نبكي على البان

بالروح أفدي وجنتي مالكٍ

كأنَّه من حور رضوان

فرَّ عن الجنات من تيهه

وعذَّب الصبّ بنيران

ظبيٌ إلى القاني له نسبةٌ

واحرباً من خدِّه القاني

تقول لي نشطة أعطافه

ضلَّ الذي بالرمحِ حاكاني

حلوانِ من عطفيّ قد أينعا

فكيف تحكيها بمران

يا فارغ الفكرة من شقوتي

يعينني من فيك أشقاني

لا وندى ابن الأفضل المرتجى

لا نكثت بيعة أشجاني

ذاك الذي أنقذني جوده

من مخلب الدهر فأحياني

ولم يزل تنويه تنويله

حتَّى حمى وجهي وأغناني

قالت لآمالي يداهُ انفذي

لا تنفذي إلا بسلطان

أفضى لإسماعيل بيت العلى

فشاد منه أيّ أركان

مؤيد تفصح يوم الوغى

في مدحه ألسن خرسان

ذو راحة في البذل تعبانة

وما العلى إلا لتعبان

تجني على المال فتجني الثنا

يا حبَّذا المجنيّ والجاني

تجري على كفَّيه نظم الرجا

ما بين سيحانٍ وجيحان

أكرم به في الدهر من أوحدٍ

لم يختلف في فضله اثنان

لو أن للبدر سنا مجده

ما روّع البدر بنقصان

ولو دعاه حيّ عدوان ما

رماهُم الدهر بعدوان

للدين والدنيا جمال به

كأنه روحٌ لجثمان

يلقاك من علياه أو علمه

بملء أبصارٍ وأذهان

باسط كفيه لطلاَّبه

فهو الورى وهي البسيطان

له إذا حاولت نهب اللهى

خزائن ليست بخزَّان

للجود في أموالها مثلما

في قصتيْ عبس وذُبيان

أصبحت من غلمان أبوابه

والسعد من جملة غلماني

أطوي على محض الوَلا مهجتي

وأنشر المدح بتبيان

فكلُّ أمداحيَ في فضله

أبيات سلمان وحسان

يا ربّ هبه عمر نوحٍ فقد

جاء من الجود بطوفان

ابن نباتة

ابن نباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، كان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024