Skip to main content
search

أيها البحر نائلاً وعلوماً

وبأهلِ الرَّجاءِ يا أيها البرّ

والذي كفُّه من الغيث أندى

والذي لفظه من الروضِ أنضر

ما ترى العبد كيف أصبح ما أس

وأ حالاً وما أذلّ وأحقر

كلّ صبحٍ يروم بالبردِ ذبحي

فلهذا يقول الله أكبر

وإذا ما اشْتكيت برداً كساني

كسوةً منه ما أشدّ وأنكر

زُرقة الجسم وابْيضاض ثلوج

ألبساني ثوبَ العذابِ مشهر

أيّ ثلج شابت به الأرض مرأًى

حين شابت به المفاصل مخبر

تندف القطن عبرة وهو قطنٌ

هكذا يندف الغريب المقتر

عجباً منه يشتكي جسدِي البر

د لديهِ ومهجتي تشتكي الحرّ

زاد برداً فلو تولَّع بالشع

ر لقلنا الصَّلاح أو هو أشعر

لا تقل لي أكثرت في الحالِ وصفاً

فالذي بي من شدَّة الحال أكثر

فتصدَّق وابْعث بقفةِ فحمٍ

إنَّ فحمي مضى وكيري تغير

هاتِها كالشباب في العين تثني

كَلَب البرد حرّها أن تستعر

وإذا ما الشتا تجمر في القو

لِ أتاه منها أشدّ وأجمر

وتعجَّلْ هذا المراد فما يح

مل حالي الضعيف أن يتأخَّر

كتب العبد خطه وهو في الفر

ش وما كلّ ما جرى منه يذكر

ابن نباتة

ابن نباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، كان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024