Skip to main content
search

أعَلِمتَ ما فَعلتْ به أجفانُه

سحَّتْ فباحَتْ بالهوَى أشجانُهُ

نمَّتْ على حَسَراتِه زفَراتُهُ

وكذَا ينمُّ على الضِرَام دُخَانُهُ

وأخُو الهوَى مثلُ الكتابِ دليلُ ذا

كَ عِيانُهُ ودليلُ ذَا عُنوانُهُ

تَحكِي البروقُ فؤادَه فَضِرَامُها

أشواقُهُ وخُفوقُها خَفقَانُهُ

ضَمِنَ الهَوى ألاّ يَزالَ أخَا ضَنىً

وضَمانَةٍ فَوَفَى بذَاك ضَمانُهُ

يا مُدَّعِي السُّلوانِ عن أحبابِهِ

أينَ السُّلُوُّ وأينَ منكَ أوانُهُ

شطًّتْ دِيارُك عنهُمُ وهفَا بِكَ الشْ

شَوقُ المبرِّحُ والتَظَتْ نِيرانُهُ

وأبانَ بينهُمُ هَواكَ فما عَسى

بكَ فاعلٌ هذَا الهَوى وبيانُهُ

كاتَمتَ واشِيَكَ الهَوى قبلَ النّوى

فَبَدا له من بَعدِها كِتمانُهُ

وعَصَاكَ دمعُكَ عند خَطرةِ ذِكْرِهم

وبِقَدْرِ طَاعَتِك الهَوَى عِصيانُهُ

فإذا تَبادرَ من جُفونِك خِلْتَهُ

عِقداً وَهَي مَرجانُهُ وجُمَانُهُ

لو أيقَنَ الحَنِقُ الحسودُ عليهِمُ

حَظّي لَحالَتْ رحمةً أضغَانُهُ

بين المُحبِّ وبينَهُم من هَجرِهم

بينٌ طويلٌ بَرحُهُ وزَمانُهُ

أبْدَوا لَه مَلَلَ القَريبِ مع النَّوى

وتَنَاسِيَ النّائِي وهُم جِيرَانُهُ

وتَخَلّقَ الطّيفُ الطّروقُ بِخُلْقِهم

فَإذَا ألَمَّ يَرُوعني هِجرانُهُ

وَهُم الصّبَا أيامُه محبوبَةٌ

وإنِ اعتدَى في غَيِّهِ شَيطانُهُ

وجَمالُهُم كَفَّارةٌ لِمَلالِهِم

والهجرُ ذنبٌ يُرتَجَى غُفرانُهُ

لو يعلَمُونَ مكانَهُم ما أضْرَموا

قَلبِي بِهَجرِهِمُ وهُم سُكّانُهُ

ولجَهلِهمْ طَرَفوا بطُول صدُودِهم

وَملاَلِهم طَرفْي وهُم إنْسَانُهُ

أسامة بن منقذ

أسامة بن منقذ (1095 - 1188م)، الملقب بـ مؤيد الدولة، وكذلك عز الدين أسامة، يُكّنى أبو المظفر، هو فارس ومؤرخ وشاعر، وأحد قادة صلاح الدين الأيوبي. قام ببناء قلعة عجلون على جبل عوف في عام 580هـ / 1184م بأمر من صلاح الدين الأيوبي. ولد في شيزر لبنو منقذ (أمراء شيزر). ألف آخر حياته العديد من المصنفات.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024