Skip to main content
search

لَو أَسعَدَت سُعدى بِتَنويلِها

أَو يَسَّرَث عاجِلَ مَبذولِها

لَأَبرَأَت أَحشاءَ ذي لَوعَةٍ

مَتَيَّمِ الأَحشاءِ مَتبولِها

إِنَّ الغَواني يَومَ سِقطِ اللِوى

أَدَّت إِلَينا الإِفكَ مِن قيلِها

كَم لَيلَةٍ مُستَبطَإٍ صُبحُها

يَصدُدنَ أَو يَزدَدنَ في طولِها

أَوانِسٌ عَطشانَةٌ وُشحُها

رَيّانَةٌ خُرسٌ خَلاخيلُها

عَوارِضٌ يُجلى ظَلامُ الدُجى

إِذا اِجتَلَينا ضَوءَ مَصقولِها

وَمِن خُدودٍ مُشبَعٍ صِبغُها

في لَثمِها الفَوزُ وَتَقبيلِها

ما عُذرُ عَينَيكَ وَقَد زاغَتا

عَن مُرهَفِ القامَةِ مَجدولِها

أَمّا الخَيالاتُ فَلَم تَنفَكِك

تَسري إِلَينا بِأَباطيلِها

وَلَم نَعُد مِنها إِلى طائِلٍ

غَيرِ الأَمانِيِّ وَتَضليلَها

لا تَعبَ بِالدُنيا فَكائِن أَرَت

فاضِلَها تابِعَ مَفضولَها

وَقَلَّما عارِفَةٌ لَم يَكُن

مَقولُها بادِيَ مَفعولِها

وَكدُ بَني الفَيّاضِ في حَشدِهِم

عَلى مَعاليهِم وَتَأثيلِها

قَد سَيَّروا أَفعالَهُم بَينَها

وَنَقَّلوها كُلَّ تَنقيلِها

يَطوونَ مِن أَبعادِها طَيَّهُم

مِن فَرسَخِ الأَرضِ وَمِن ميلِها

إِذا بَدَوا في حَرَجاتِ القَنا

حَسِبتَ أُسدَ الغابِ في غيلِها

مازالَ رَهطٌ مِنهُمُ يَعتَلي

بِمُغمَدِ البيضِ وَمَسلولِها

صَوارِمٌ عَن حَدِّ مَأثورِها

خَلَّت إِيادٌ دَيرَ عاقولَها

شُكري عَلِيّاً دونَ قَومٍ عَلى

غَرائِبِ النُعمى وَتَخويلِها

وَنَرتَجي مِن سَيبِ آلائِهِ

ما تَرتَجيهِ مِصرُ مِن نَيلِها

وَلَستُ أَعتَدُّ عَتاداً سِوى

يَدِ اِبنِ فَيّاضٍ وَتَأميلِها

إِن قَلَّلَ المَعروفَ تَأخيرُهُ

كَثَّرَ جَدواهُ بِتَعجيلِها

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024