Skip to main content
search

دَعا عَبرَتي تَجري عَلى الجَورِ وَالقَصدِ

أَظُنُّ نَسيما قارَفَ الهَجرَ مِن بَعدي

خَلا ناظِري مِن طَيفِهِ بَعدَ شَخصِهِ

فَيا عَجَبا لِلدَهرِ فَقداً عَلى فَقدِ

خَليلِيَّ هَل مِن نَظرَةٍ توصِلانَها

إِلى وَجَناتٍ يَنتَسِبنَ إِلى الوَردِ

وَقَدٍّ يَكادُ القَلبُ يَنقَدُّ دونَهُ

إِذا اِهتَزَّ في قُربٍ مِنَ العَينِ أَو يُعدِ

بِنَفسي حَبيبٌ نَقَّلوهُ عَنِ اِسمِهِ

فَباتَ غَريباً في رَجاءٍ وَفي سَعدِ

فَيا حائِلاً عَن ذَلِكَ الاِسمِ لا تَحُل

وَإِن جَهِدَ الأَعداءُ عَن ذَلِكَ العَهدِ

كَفى حَزَناً أَنّا عَلى الوَصلِ نَلتَقي

فُواقاً فَتَثنينا العُيونُ إِلى الصَدِّ

وَلَو تُمكِنُ الشَكوى لَخَبَّرَكَ البُكا

حَقيقَةَ ما عِندي وَإِن جَلَّ ما عِندي

هَوىً لا جَميلٌ في بُثَينَةَ نالَهُ

بِمِثلٍ وَلا عَمرُ بنُ عَجلانَ في هِندِ

غَصِبتُكَ مَمزوجاً بِنَفسي وَلا أَرى

لَهُم زاجِراً يَنهى وَلا حاكِماً يُعدي

فَيا أَسَفاً لَو قابَلَ الأَسَفُ الجَوى

وَلَهفاً لَوَ اَنَّ اللَهفَ في ظالِمٍ يُجدي

أَبا الفَضلِ في تِسعٍ وَتِسعينَ نَعجَةً

غِنىً لَكَ عَن ظَبيٍ بِساحَتِنا فَردِ

أَتَأخُذُهُ مِنّي وَقَد أَخَذَ الجَوى

مَآخِذَهُ مِمّا أُسِرُّ وَما أُبدي

وَتَخطو إِلَيهِ صَبوَتي وَصَبابَتي

وَلَم يَخطُهُ بَثّي وَلَم يَعدُهُ وَجدي

وَقُلتُ اِسلُ عَنهُ وَالجَوانِحُ حَولَهُ

وَكَيفَ سُلُوُّ اِبنِ المُفَرِّغِ عَن بُردِ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024