ما يفتأ المرء والأبراد يخلقها

ديوان أبو العلاء المعري

ما يَفتَأُ المَرءُ وَالأَبرادُ يُخلِقُها

بِاللُبسِ عَصراً إِلى أَن يَلبَسَ الكِبرا

وَذاكَ بُردٌ إِذا ما اِجتابَهُ رَجُلٌ

أَلغى الحُبورَ وَأَلقى بِالفَمِ الحَبَرا

يا ساكِني الأَرضِ كَم رَكبٍ سَأَلتُهُمُ

بِما فَعَلتُم فَلَم أَعرِف لَكُم خَبَرا

زالَت خُطوبٌ فَلَم تُذكَر شَدائِدُها

وَالعَودُ يَنسى إِذا ما أُعفِيَ الدَبَرا

وَلَن تَصيبوا مِنَ الدُنيا سِوى صَبَرٍ

حَتّى تَكونوا عَلى أَحداثِها صُبُرا

وَحُبُّها وَهِيَ مُذ كانَت مُحَبَّبَةٌ

أَقامَ داوُدُ يَتلو لَيلَهُ الزُبُرا

دُنياكُمُ لَكُمُ دوني حَكَمتُ بِها

حُكمَ اِبنِ عَجلانَ يَجنيها الَّذي أَبَرا

أَما رَأَيتَ فَقيهَ المِصرِ أَقبَلَ مِن

دَفنِ الصَديقِ فَلَم يوعَظ بِمَن قَبَرا

أَنتَ اِبنُ وَقتِكَ وَالماضي حَديثُ كَرىً

وَلا حَلاوَةَ لِلباقي الَّذي غَبَرا

وَيَعبُرُ الحَيُّ بِالخالي فَيَعبَرُهُ

وَكَم رَأى ذاتَ أَلوانٍ فَما اِعتَبَرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات