Skip to main content
search

وَلَم تَكُ تَخشى جَعفَرٌ أَن يُصيبَها

بِأَعظَمَ مِنّي مِن شَقاها فُجورُها

وَلا يَومَ بِريانٌ تُكَسِّعُ بِالقَنا

وَلا النارَ لَو يُلقى عَلَيهِم سَعيرُها

وَقَد عَلِمَت أَعداؤُها أَنَّ جَعفَراً

يَقي جَعفَراً حَدَّ السُيوفِ ظُهورُها

أَتَصبِرُ لِلعادي ضَغابيثُ جَعفَرٍ

وَثَورَةِ ذي الأَشبالِ حينَ يَثورُها

سَيَبلُغُ ما لاقَت مِنَ الشَرِّ جَعفَرٌ

تِهامَةَ مِن رُكبانِها مَن يَغورُها

إِذا جَعفَرٌ مَرَّت عَلى هَضبَةِ الحِمى

تَقَنَّعُ إِذ صاحَت إِلَيها قُبورُها

لَنا مَسجِدا اللَهِ الحَرامانِ وَالهُدى

وَأَصبَحَتِ الأَسماءُ مِنّا كَبيرُها

سِوى اللَهِ إِنَّ اللَهَ لا شَيءَ مِثلَهُ

لَهُ الأُمَمُ الأولى يَقومُ نُشورُها

إِمامُ الهُدى كَم مِن أَبٍ أَو أَخٍ لَهُ

وَقَد كانَ لِلأَرضِ العَريضَةِ نورُها

إِذا اِجتَمَعَ الآفاقُ مِن كُلِّ جانِبٍ

إِلى مَنسِكٍ كانَت إِلَيها أُمورُها

رَمى الناسُ عَن قَوسٍ تَميماً فَما أَرى

مُعاداةَ مَن عادى تَميماً تَضيرُها

وَلَو أَنَّ أُمَّ الناسِ حَوّاءَ حارَبَت

تَميمَ بنَ مَرٍّ لَم تَجِد مَن يُجيرُها

بَنى بَيتَنا باني السَماءِ فَنالَها

وَفي الأَرضِ مِن بَحري تَفيضُ بُحورُها

وَنُبِّئتُ أَشقى جَعفَرٍ هاجَ شِقوَةً

عَلَيها كَما أَشقى ثَمودَ مُبيرُها

يَصيحونَ يَستَسقونَهُ حينَ أَنضَجَت

عَلَيهِم مِنَ الشِعرى التُرابَ حَرورُها

تَصُدُّ عَنِ الأَزواجِ إِذ عَدَلَتهُمُ

عُيونٌ حَزيناتٌ سَريعٌ دُرورُها

الفرزدق

الفرزدق (38 هـ / 641م - 114 هـ / 732م) شاعر عربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة، واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي. وكنيته أبو فراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف، اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024