Skip to main content
search

بَناتِ المَهاري الصُهبِ كُلِّ نَجيبَةٍ

جُمالِيَّةٍ تَبري لِأَعيَسَ راجِفِ

يَظَلُّ الحَصى مِن وَقعِهِنَّ كَأَنَّما

تَرامى بِهِ أَيدي الأَكُفِّ الحَواذِفِ

إِذا رَكِبَت دَوِّيَّةً مُدلَهِمَّةً

وَصَوَّتَ حاديها لَها بِالصَفاصِفِ

تَغالَينَ كَالجِنّانِ حَتّى تَنوطَهُ

سُراها وَمَشيُ الراسِمِ المُتَقاذِفِ

عِتاقٌ تَغَشَّتها السُرى كُلَّ لَيلَةٍ

وَرُكبانُها كَالمَهمَهِ المُتَجانِفِ

كَأَنَّ عَصيرِ الزَيتِ مِمّا تَكَلَّفَت

تَحَلَّبَ مِن أَعناقِها وَالسَوالِفِ

عَوامِدُ لِلعَبّاسِ لَم تَرضَ دونَهُ

بِقَومٍ وَإِن كانوا حِسانَ المَطارِفِ

لِتَسمَعَ مِن قَولي ثَناءً وَمِدحَةً

وَتَحمِلُ قَولي يا اِبنَ خَيرِ الخَلائِفِ

وَكَم مِن كَريمٍ يَشتَكي ضَعفَ عَظمِهِ

أَقَمتَ لَهُ ما يَشتَكي بِالسَقائِفِ

وَآمَنتَهُ مِمّا يَخافُ إِذا أَوى

إِلَيكَ فَأَمسى آمِناً غَيرَ خائِفِ

وَأَنتَ غِياثُ المُمحِلينَ إِذا شَتَوا

وَنورُ هُدىً يا اِبنَ المُلوكِ الغَطارِفِ

ثَنائي عَلى العَبّاسِ أَكرَمِ مَن مَشى

إِذا رَكِبوا ثُمَّ اِلتَقوا بِالمَواقِفِ

تَراهُم إِذا لاقاهُمُ يَومَ مَشهَدٍ

يَغُضّونَ أَطرافَ العُيونِ الطَوارِفِ

وَلَو ناهَزوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ

بِخَيرَ سُقاةٍ تَعلَمونَ وَغارِفِ

وَتَعلو بُحورَ العالَمينَ بُحورُهُم

بِفِعلٍ عَلى فِعلِ البَرِيَّةِ ضاعِفِ

وَما وَلَدَت أُنثى مِنَ الناسِ مِثلَهُ

وَلا لَفَّهُ أَظآرُهُ في اللَفائِفِ

الفرزدق

الفرزدق (38 هـ / 641م - 114 هـ / 732م) شاعر عربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة، واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي. وكنيته أبو فراس وسمي الفرزدق لضخامة وتجهم وجهه، ومعناها الرغيف، اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024