Skip to main content
search

وقوفِيَ في ذا الورى الخاملِ

وقوفُ المشوقِ إلى العاذلِ

تصافح سمعِيَ أقوالُهمْ

ولا يرجعون إلى طائلِ

فعَرْضُ البلاد على العارفي

نَ أضيقُ من مهجةِ الباخِلِ

ومَن صدّ عن مثل أفعالهمْ

كمنْ صدّ عن كُفَّة الحابِلِ

ولمّا خبرتُ جميعَ البلا

دِ لم أَرَ أضيَعَ من عاقِلِ

ولولا ذوو النّقصِ في دهرنا

لَمَا عُرفَ الفضلُ للفاضِلِ

تعاظم مِنِّيَ ما أبتغِيهِ

فما إنْ أُعلَّلُ بالباطلِ

وعوّدتُ قلبي فراقَ الحبيب

فما حنّ شوقاً إلى راحلِ

ولا خَدَعَتْهُ ذواتُ الحَلِيِّ

فيُصْبِيَهُ مَلَقُ العاطِلِ

وَما العزّ إلّا لِمَنْ لا ترا

هُ عينُك في موقفِ السائِلِ

إذا ما رأى الخِصْبَ عند اللّئامِ

أقامَ على البلد الماحِلِ

وظَلّ وبالك كلُّ الرّخيّ

مِنَ المجد في شُغُلٍ شاغِلِ

يُعيّرني الضّيقَ أهلُ اليَسار

ولا مالَ يبقى على نائِلِ

وكيف أضِنُّ على شاكرٍ

بظلٍّ يفارقني زائلِ

إذا لم يفارقْك في عامِهِ

فأنتَ المفارِقُ من قابِلِ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024