من غزل المتنبي

 جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي

وَما هِيَ إِلّا لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍ إِذا

نَزَلَت في قَلبِهِ رَحَلَ العَقلُ

 جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي

فَأَصبَحَ لي عَن كُلِّ شُغلٍ بِها شُغلُ

 وَمِن جَسَدي لَم يَترُكِ السُقمُ شَعرَةً

فَما فَوقَها إِلّا وَفيها لَهُ فِعلُ

— المتنبي

شرح الأبيات: (شرح أبي العلاء المعري)

 

شرح البيت الأول:

يقول: لا يتولد الهوى إلا من نظرة إثر نظرة، فإذا حلت تلك اللحظات المتكررة في القلب، رحل العقل وزوال بعد نزولها، فلا ينتفع بعد ذلك بالعقل.

شرح البيت الثاني:

يقول: جرى حب هذه المرأة في جميع بدني، واستولى عليّ بجملتي وجرى مجرى الدم، أي أنه امتزج بجميع بدني كالدم الجاري فيه، فأصبح لي شغل بها، يشغلني بها، يشغلني عن كل شغل هو سواه، وقيل معناه: أن هواها ذلّلني حتى عنها من شدة تأثيره في روحي وعقلي وبدني.

شرح البيت الثالث:

يقول: لم يترك السقم من جسدي شعرة وما فوقها، في الصفر أو العظم إلا وفيها للسقم تأثير وفعل، وتأثير في الشعرة؛ لأن تحت كل شعرة منفذ إلى البدن، فيريد أن الحب وصل إلى كل مكان من جسده، وفعل السقم في الشعر: الشيب. وقيل: أراد بالشعرة: أقل شيء من جسده.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في أبيات شعر غزل

قد يعجبك أيضاً

تعليقات