يا فتاتي رجّعي الشعر الجلي

رجّعي الشعر الجلي

واغمري القلب الخلي

بالأماني والصفا

يا فتاتي ، واسألي

عن حبيب راحل

للمَعين الأول

هدّ قلبي بُعدُهُ

ورحيلُ الأشبُل

أين حبٌ صادقٌ

وفق قرآن العلي؟

أين نصحٌ مخلصٌ

كان عذبَ المنهل؟

أين ودٌ مُخبتٌ

مُغدقٌ كالجدول؟

أين نورٌ مُشرقٌ

في العطاء المِكْمَل؟

أين عِطرٌ فائحٌ

من ثنايا المخمل؟

أين ياقوتُ المُنى

في أريج المَأمل؟

أين قولٌ قاطعٌ

كان عفّ المَحْمَل؟

ذكّرينا بالسنا

وانفحينا ، عجّلي!

بلغِي (العِز) الذي

في الهشيم المُمْحِل

أننا اشتقنا لهُ

ولأمن المَوئل!

وللقياهُ هنا

ولمَرآه الجَلي

إنْ تلاشى حُبنا

فعن الماضي سلي

منذ غابتْ (عزتي)

والجوى قد عنّ لي

عكّر الصفوَ الذي

كان غضَ المنزل

كانتِ الدنيا به

كالربيع الغيدل

كم قرأنا الذكرَ في

وعْي قوم كُمّل!

ونسجنا الشعر ثوْ

باً زها بالمِغزل!

وتخِذنا الصبر در

باً بعزم مُخضِل

وسمَوْنا للذرى

عند أسمى مَعقل

سلمي يا غادتي

بالقريض المُثكل

واذكري عن حالتي

والعذاب المُقصِل

وصِفيني عندها

واصدقي في المِقول

لا تخافي لومَها

أو كلامَ العُذل

إنها اللطفُ بدا

كاحمرار الكَربل

كم بكيتُ فقدَها

بالعيون الهُمّل!

ورحيلُ الإلف يُغـ

ـري قطيعَ المُيّل

يجعل الشمسَ دجىً

في النهار الأليل

رجعي الشعر الذي

سُقته ، لم أبخل

لوعة في خاطري

عنه ذي لم ترحل

وفؤادي عبْرها

يصطلي في مِرجل

فارحمي القلبَ كفى

وارفقي بالأعزل

واذكري ما قلته

عن غرامي الأمثل

وفق شرع طاهر

لم يكُن بالمُبطل

صغته (ترنيمة)

في قريضي المُجْمَل

فاقبليها غضة

واقرئي ، لا تخجلي

إنني حبرتها

مثل شدو البلبل

رسختْ في (عَزتي)

كرسوخ الأجبُل

وصفتْ في لفظها

كصفاء السلسل

رجعي الشعر لها

أكرميها ، وابذلي

أخبريها أنه

لم يصغه (الموصلي)!

وكذا (زرياب) ما

خضب الألحان لي

إنني غنيته

لكِ بالرتم الجلي

ثم قدْ أهديته

لك – حُبي – فاقبلي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في شعر

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات