وصولُ أهل الصعيد!

هنيئا لأهل الصعيد الوصولْ

وبشرى الصعود الثناءُ الجميلْ

وصلتمُ لقمة أمجادكم

وبارك ربي اجتهادَ العقول

ونلتم – من العز – أعلى الذرى

وبان لأهل المُضِيِّ السبيل

وحققتمُ النصر في ساحةٍ

وكم أسرجتْ للنزال الخيول

وشِدتم صروحَ المعالي ، لذا

أباركُ – بالشعر – أحلى الوصول

وهذي الحضارات من صنعكم

تنالُ الرضا ، وتحوز القبول

حقيقون أنتم بكل العلا

ومجدُ الغطاريف ليس يزول

ففي كل عِلم لكم حِصة

عن الخوض فيها حديثي يطول

وفي كل فكر بلغتم مدىً

له – في المخاليق – ليس مثيل

وفي كل فن مباح لكم

عطاءٌ كمثل انهمار السيول

أراكم وصلتم برغم العِدا

فنعم السُراة ونعم الوصول

ونعم الحُماة لإسلامنا

ونعم المقيمون هَديَ الرسول

ونعم البُناة لأمجادنا

وتاريخهم شاهدٌ بالدليل

وسل ثورة الفكر مَن قادها

ومازال في العالمين يصول

وسل نهضة العِلم مَن شادها

وأصَّل للمعضلات الحلول

وسل ذروة المجد من نالها

ومازال في كل مجد يجول

صناديد أهل الصعيد أتوْا

بعز – لأهل المعالي – أثيل

أحبوا العلوم ، وكانوا لها

حماة ، فنعم الحمى والمُيول

وشارك كلٌّ بما اسطاعه

فكانوا بذلك من خير جيل

وسِفرُ التراجم كم خصّهم

بمدح ، وأوردَ أحلى النقول

وأهل الضلالات أزرَوْا بهم

ولم يذكروهم بصيتٍ نبيل

ألا إن هذا هوىً يُزدرى

وعن جانب الحق هذا عدول

وحقدٌ تمكّن من أنفس

تحب الضلال ، وتهوى النكول

فما بين مستهزئ مُقرفٍ

يدق على السُخريات الطبول

وثان يناور لا يرعوي

أحاجيه داءٌ علينا وبيل

وثالث أهل الخنا كاذبٌ

إلى ما يُدَني النشامى يميل

ورابعهم كاتبٌ سافلٌ

على المجرمين وديعٌ ذليل

ولكن علينا كمثل الردى

وفي قلبه بات يغلي الذحول

وخامسهم – في التجني – فتىً

يواجه – بالترّهات – الفحول

ويرسم سادسهم لوحة

ويصبغها بالخِداع الكليل

ويكتب سابعهم قصة

وتطفح بالزيف كل الفصول

وأهل الصعيد على عزهم

وبالغيظ يكبت أشقى عذول

فلا يحملون على ساقطٍ

بما يدّعيه غبيٌ جهول

ولا يعتبون على حاقدٍ

فتركُ (الهلافيت) يشفي الغليل

وليسوا يلومون مستهزئاً

فلوْم ُالمهازيل حملٌ ثقيل

سيحكم – بين الورى – خالقٌ

فهل حكمُ ربك عنه بديل؟

فشاتمُ أهل الصعيد غداً

يحاسبه الله ربي الجليل

ويندم أنْ لم يكن منصفاً

ويبكي ، وليس يفيد العويل

وسوف يُكال له بالذي

به – بيننا اليوم أضحى – يكيل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات