هيثم و مارية.

عن هند بنت الرومية, حدثني يوما و نحن في وليمة شعبية لاحدى القبائل الارمينية جنوبي القوقاز. و لهده الزيجة احداث غريبة تجعلني اسرد لك ما حل بها, و كيف وافقت مشيئة الله ان يثمر الوفاق بين الزيجتين, بالرغم من كونها كانت شبه مستحيلة.

الفتيان المغرمان من قبيلتين متعاديتين من قديم الزمان, فلا احد يبيع و يشري او ينكح من الاخر. فبينما الشابة اليافعة قد بلغت سن الزواج و تقدم لخطبتها طابور من العرسان, الشامي و المغربي و هدا و داك.. لكنها كانت ترفض و تصر على البقاء حتى تظفر بما تمليه عليها مخيلتها و يوافق رغتها, حتى مل اهلها و طنوا انها ستبور لا محالة.

و قد شاع بين القبيلتين خبر الفتيان اللدان كانا يدعيان هيثم و مارية, ليوم ان قرارا الفرار بعيدا عن اهليهما و البحث عن سعادتهما في مضرب اخر.

و في الليلةالتي فرا فيها الهروب, تنكرت مارية و لبست زي الفرسان حتى لا يعقلها احد و سارت و حبيبها لوجهة تجهلها, ما ان امتطيا جوادهما لبداية الرحلة, كان القوم قط ارسلوا وراءهما من يتبع اثرهما و قد خصص اهلها فدية معتبرة للفارس الدي يحضرها, اد وافق على اعادتها سالمة غانمة و جعلها زوجة مطيعة دليلة بين يديه.

دب الطمع بالكثير من الفتيان, ليس رغبة بها و لكن في ما يناله من المال و الجاه بقرانها, فخطط لارجاعها معظم شباب القبيلة دون استثناء, لكن  الحب غلاب و يصنع المعجزات, و كيف لمولع ولهان ان يدع حبه لواحد غيره, فما ان احاط به الشباب يريدون استرجاع الشابة لاهلها و الظفر بالفدية, استوقفوه و عقلوه و طلبوا منه ان يخبرهم عنها بعدما كانت متنكرة بزي الفرسان, فاخبرهم انها سبقته و ما عليهم الا اتباعه حتى يصلوا لمكان وجودها.

سار الجميع و لا احد يعلم ان صاحبه الا هي. مشوا لايام عديدة و هم لا يدرون ما يخفيه عنهم هدا العاشق, الى ان وصلوا تلك القبيلة. ما ان حطوا بالمضارب, و على ما يبدوا كانوا بانتظارهم, دقت الطبول و اعدت الزينة و احتفل الجميع بالمغرومين, اما باقي الفرسان في دهول و حيرة و كيف استطاعا الافلات و تحقيق رغبتهما في ساعة غفلة منهم. فما قولك في هدا الحديث؟

فاقولـ  لها بورك لهما و دامت فرحتهما, كيف للحب الصادق الوفي ان يعمس ضمائر الطامعين في حين غفلة.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات