هل المطلقة محرمة؟!

أعاتبُ في الورى أهل الرشادِ

أيذهبُ بالطلاق شذى الودادِ؟

هل التسريحُ يجعل كل أنثى

محرمةً على كل العِباد؟

وهل تحيا تقاسي من حياةٍ

تنغّصها العذوبة بالسهاد؟

وكيف تنال سُمعتها البرايا

بلا ذنب ولا أدنى فساد؟

وكيف يُلاكُ عِرضٌ دون حق؟

لماذا لا نكون على الحِياد؟

فمِن مستكثر في الخوض حتى

كأنا – فوق قائمة – المزاد

ومِن مستقتل في الكيد حتى

كأنا بالصياقل في الجهاد؟

ومِن مستحسن ما نحن فيهِ

وقد جافى متابعة الرشاد

أليس الأمر إنكاحَ الأيامى؟

وقرآن المليك بذا ينادي

أأصبحتِ الأيومة شر عار

يُهدد كل أمن في البلاد؟

أليست أختنا – مَن في قرانا –

تريد الزوج يَسكن في الفؤاد؟

لماذا البُعد عنها بات حلاً؟

وهل حل ٌ يكون بالابتعاد؟

أليس مصابها يُدمي قوانا؟

فهل تجري دِمانا في جماد؟

فبتنا لا نحس بما نلاقي

ولا نخشى الشقا يوم المَعاد

وهَديُ نبينا فيه التأسي

سواء في الفعال والاعتقاد

وأخبارُ النبي موثقاتٌ

وقائعُ بالغت في الاستناد

فجُلُ نسائه قطعاً أيامى

وسيرتهن خير هُدىً وزاد

فواضلُ في السمات وفي السجايا

ونضرتهن تروي كل صاد

كواملُ في الصفات بدون شكٍ

وأعلنُها لألجم كل عاد

وأمَّاتٌ لأهل السلم نصاً

وحِصنٌ هديُهن من الأعادي

لهن دعاؤنا في كل حين

وفي كل المجالس والنوادي

ليرض الله عمن كن ذخراً

وسيرتهن زانت كل واد

ألا يا قومنا انتبهوا لهذا

فإن الحق – رغم الكيد – باد

ولا تتنكروا لمطلقاتٍ

عدمْن اليوم دندنة الرقاد

وعشن كوارثاً لا وصف عندي

لها بيراعةٍ أو بالمِداد

تمتعتم ، وهن بكم ثكالى

يصارعْن المعيشة بالجلاد

زهدتم في النكاح من الأيامى

إلى أن صرن في جوف البوادي

عليهن الحياة رمتْ أساها

ودمع العين في أعتى ازدياد

تعاودُهن أحلامُ الصبايا

وأنسام الصبابة في تماد

ولا يأتين ما تأتي البغايا

ولا يعمدن – حاشا – لاصطياد

لأن الله يعصم كل فضلى

من الزلات تجلبها العوادي

ولكن النفوس لها مُرادٌ

وللمُهج احتفاءٌ بالمُراد

لذاك أخص مِن جيلي فئاماً

إلى الأبكار تعدو بالجياد

على الأبكار عزمتهم تلاقتْ

ورائحُهم يوصّي كل غاد

فليلُ البكر تغمره الأماني

تُسلي قلب (لبنى) أو سعاد

وليلُ الثيّب انطمستْ رؤاهُ

تجلبب بالظلام وبالسواد

أناديكم بأن لا تهجروها

وأرجو أن يهزكُمُ المنادي

وإن تكُ في الخلائق دون زوج

فهل تحيا على ألم الحداد؟

أحبوا الخير للثكلى ، وكونوا

حُماة للنساء من الفساد

وجدّوا وازرعوا شجر التآخي

لكي تجنوا يواقيت الحصاد

نصحتكمُ ورب الناس حسبي

وما أنا في النصيحة بالمُعادي

لأسئلتي إجاباتٌ لديكم

وليس الرد إلقاءُ الرماد

ولم تُحرمْ مطلقة لتشقى

خذوا نصحي بعزم واجتهاد

ورب الناس مَولى مَن تزكى

وهادٍ مَن رجاه إلى السداد

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات