نسيبة و أبو خالد.

نسمع كثيرا عن المحتالين، و طرقهم الغريبة والعجيبة في تظليل العدالة و طمس الحقيقة عن أعين الناس، من بينها تلك القصة التي حدثت  لنسيبة بنت معين الفاسي، إذ روي عنها أنها كانت تسكن بحارة يقربها خان لتجار النحاس، و اعتدت على الابتياع عندهم كل ما فضي غرض بالبيت. و يوما، تنازغت و زوجها بعد أن اقرضت لجارة قرب بيتها تدعى: إسراء لقيامها بوليمة لبعض الاغراض الثمينة. و عندما درتها لها لم تتفطن أن وعاءا غاليا كان من اخلص ما تملك قد فقد، و يرجع ذلك أنه يعود لإرث عائلي يعود لقرون توارثه الاهل أبا عن جد، و كان قد أهدي لها في ليلة دخلتها، لذا لم يرق لزوجها المدعو أبو خالد أن فرطت في التحفة العائلية، و قد احتدم الخلاف بينهما و قرر تطليقها بسبب ضياعه، تحاكما عند القاضي و طرحت القضية، و بعد الاستماع لكليهما، فكر القاضي ثم قال للزوج : يا  أبا خالد، إذا رجعت آنية النحاس المفقودة، هلا احجمت عن الأمر و ما فارقت زوجتك نسيبة؟ فقال بلا تردد: أي والله، الآنية مقابل رجوع نسيبة. فامتعظ القاضي و أحس أن الرجل يساوم امرأته مقابل آنية من نحاس، فامهله بعض الوقت لمراجعة دعوته و النظر في القضية لحين آخر. فتش القاضي بكل متاجر خان النحاس مستعينا بأقارب الزوج عن آنية مشابهة لها، لكن بدون جدوى، فالغرض كان نوعه من نحاس نادر و يصعب تقليده، وإن قام باحضار غيره لاكتشف الأمر و اتهم  بالاحتيال أمام الزوج الجاني.بعدها، ما كان من القاضي إلا استدعاء الجارة اسراء و التحقق من أن الآنية لا تزال موجودة عندها، فقال لها: أما علمتي أن أبا خالد قد ترك نسيبة من أيام، و قد أقسم ان لن يعاشر النساء قط بسبب الآنية المفقودة بسببك. لكن إسراء اجهشت في البكاء و قالت: ما كان راغبا في تطليقها  يا سيدي القاضي، بل هي من أرادت ذلك. سأسر لك أمرا أرجو أن يبق مدفونا ها هنا. قد كلمتني نسيبة قبلا أنها ترغب أن تصبح حبلى بعد أن كبر صغارها، لكن أبو خالد يرفض ذلك و قد هجر فراشها، لذا سئمت منه و دبرت هذه المكيدة، و طلبت مني أن لا اكشف امرها حتى تتخلص منه، و تبحث عن زوج آخر يحقق لها رغبتها في الانجاب. عندها رفع القاضي يده إلى السماء و قال داعيا : اللهم أجرنا من كيد النساء، و انصفنا من مكايدهن، و بعد هذه الحادثة طلقت نسيبة من أبو خالد. فما قولك في هذا الحديث؟

أقول: زين للناس حب الشهوات، أما علمت قوله تعالى في كتابه الحكيم:( زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الانعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المئاب) الآية 14 آل عمران.

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات